116

Lessons by Sheikh Nabil Al-Awadi

دروس للشيخ نبيل العوضي

Noocyada

اهتمام النبي ﷺ بغرس التوحيد ومحاربة الشرك يأتي ﵊ في الناس؛ في أمة تعبد الأصنام وتذبح للأصنام، وتنذر لها في أمة تعبد غير الله ومع الله جل وعلا، فيذبحون ويقولون: هذا لله -جل وعلا- وهذا لشركائنا؛ وهذا شرك بالله جل وعلا، يأتون فيقولون وهم يحجون إلى بيت الله: لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إلا شريكًا هو لك، تملكه وما ملك، يشركون بالله، فأخبرهم أن الله واحد، فسألوه عن ربه؟ فقال ﵊: ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ﴾ [الإخلاص:١ - ٤] فهو بهذه السورة التي تعدل ثلث القرآن؛ رد على المشركين واليهود والنصارى، بسورة قصيرة يحفظها عموم المسلمين. ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ﴾ [الإخلاص:١] صدع بها بلال، فقال: أحد أحد، فجر على الرمضاء وهو يقول: أحد أحد لا شريك له. فأخذ يخبرهم أن الإله واحد، فانطلقوا في الناس يتعجبون! ﴿أجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ﴾ [ص:٥] هذا أمر عجيب، وهذا أمر غريب!! أتى إلى أحدهم وهو من عبدة الأصنام، فقال له: (كم إله تعبد؟ قال: سبعة، قال: ومن هم؟ قال: ستة في الأرض وواحد في السماء، قال: من تجعله لرغبك ورهبك؟ قال: الذي في السماء، قال: إذًا اترك الذين في الأرض واعبد الذي في السماء، قال: أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله). أتى لتقرير هذه القضية؛ أول قضية بعث بها، وبعث إليها، ومات عليها ﵊، فقبل أن يموت كان يخاطب أصحابه فيقول: (قاتل الله اليهود والنصارى! اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد) يحارب الشرك وهو في آخر حياته. ويروى عنه: (أنه رأى رجلًا على كتفه خيطًا، فقال: ما هذا؟ قال: يا رسول الله! من الواهنة -أمره مشعوذ أو عراف أن يربط هذا الخيط على يده حتى يتشافى من مرضه- فقطعه ﵊، وقال: انزعها فإنها لا تزيدك إلا وهنًا) لا يرضى بالشرك، ولا يرضى أن يمس جناب التوحيد بشيء ﵊. سمع بعض الصحابة يقول له: ما شاء الله وشئت، وهو أعظم الناس، وأشرف الناس، وأحب الناس، قالوا له: (ما شاء الله وشئت قال: أجعلتني لله ندًا! -جعلتني لله شريكًا- قل: ما شاء الله وحده). وكان يفزع بها فيقول: إني لا أملك لنفسي ضرًا ولا نفعًا، لا أملك لنفسي ضرًا ولا رشدًا: ﴿قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا إِلَّا بَلاغًا مِنَ اللَّهِ وَرِسَالاتِهِ﴾ [الجن:٢٣] إنه التوحيد الذي ما كان يرضى ﵊ أن يمس بسوء.

7 / 3