218

Lessons by Sheikh Al-Albani

دروس للشيخ الألباني

Noocyada

الخوف من الله سبب للابتعاد عن المعاصي فهذا الفصل ستسمعون فيه أحاديث كثيرة، فيه بيان أن المؤمن من طبيعته أنه يخشى الله، وأن هذه الخشية تكون سببًا لمغفرة ذنوبه، وأمانه من عذاب ربه ﷿، حتى ولو حصلت منه هذه الخشية في لحظة من حياته، بينما كانت حياته كلها يحياها ويعيشها في بعد من الله ﵎. الحديث الأول في هذا الباب حديث صحيح، وهو قوله: عن أبي هريرة ﵁ قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: (سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله ...) فذكرهم إلى أن قال: (ورجلٌ دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال: إني أخاف الله) رواه البخاري ومسلم، وتقدم بتمامه. هذا الحديث حديث معروف الصحة، ومخرج في الصحيحين، وكان قد تقدم معنا في موطن واحد أو أكثر في كتاب الزكاة؛ لأن فيه جملة: (ورجل تصدق بيمينه فأخفاها ...) إلى آخره، فهناك ساق المؤلف هذا الحديث بتمامه، والآن اقتبس منه هذه الجملة التي يترجم بها في هذا الباب الذي ذكرناه، ذلك أن من أولئك السبعة رجلًا ذكر الله خاليًا ففاضت عيناه، ورجلًا -أيضًا- دعته امرأةٌ ذات منصب وجمال فقال: إني أخاف الله، فذاك الذي ذكر الله خاليًا ففاضت عيناه إنما بكى خوفًا من الله، وهذا الرجل الذي دعته المرأة الجميلة ذات المنصب، لما دعته قال: إني أخاف الله، فخوفه من الله ﷿ عصمه، وخوف ذاك من الله ﷿ حينما ذكره فبكى خشيةً منه، جعل كلًا منهما من أولئك السبعة الذين يظلهم الله تحت ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله. والحديث الذي بعده حديث ضعيف، أما الحديث الثالث فهو صحيح أيضًا وكان قد تقدم معنا في أول هذا الكتاب، فذاك الحديث هو من حديث ابن عمر، وأما هذا فهو من حديث أبي هريرة، ومخرجه غير مخرج ذاك، فستسمعون بعض الاختلاف بين هذا وذاك، فلا يشكلن الأمر عليكم؛ لأن الرواة يزيد بعضهم على بعض، يحفظ هذا شيئًا لا يحفظه ذاك، والعكس بالعكس. يقول: عن أبي هريرة ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: (خرج ثلاثة فيمن كان قبلكم يرتادون لأهلهم) .

17 / 3