Lessons by Sheikh Abdullah Hammad Al Rassi
دروس للشيخ عبد الله حماد الرسي
Noocyada
تفاوت أهل النار في العذاب وصفة خلقهم
ثم إنهم في النار يتفاوتون في شدة العذاب؛ يقول رسول الله ﷺ: ﴿منهم من تأخذه النار إلى كعبيه، ومنهم من تأخذه النار إلى ركبتيه، ومنهم من تأخذه النار إلى حجزته، ومنهم من تأخذه النار إلى ترقوته﴾ إنها النار تأكل لحومهم وعروقهم، وعصبهم وجلودهم، ثم تبدل غير ذلك، وهم في ذلك لا يموتون فيها ولا يحيون، اسمعوا إلى قول الله جل وعلا: ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ﴾ [النساء:٥٦].
وأما أوصافهم فإن الله خلقهم بهذه الصفة التي سوف يبينها لنا رسول الله ﷺ حيث قال: ﴿ضرس الكافر مثل أحد وغلظ جلده مسيرة ثلاث﴾ رواه مسلم، ويقول رسول الله ﷺ: ﴿ما بين منكبي الكافر في النار مسيرة ثلاثة أيام للراكب المسرع﴾ متفق عليه.
وأما بعد النار يا عباد الله! فقد بينه رسول الله ﷺ، ويا ويل من كانت النار مثواه! يا ويل من كانت النار مثواه! يقول أبو هريرة ﵁: ﴿كنا مع النبي ﷺ إذ سمع وجبة، فقال النبي ﷺ: أتدرون ما هذا؟ قلنا: الله ورسوله أعلم، قال: هذا حجر أرسله الله في جهنم منذ سبعين خريفًا -أي: منذ سبعين سنة- فالآن انتهى إلى قعرها﴾.
وعن ابن عباس ﵄ أن النبي ﷺ قال: ﴿لو أن قطرة من الزقوم قطرت في دار الدنيا؛ لأفسدت على أهل الدنيا معايشهم﴾ رواه النسائي والترمذي وابن ماجة وصحح هذا الحديث الألباني.
ويقول ﷺ: ﴿إن أهون أهل النار عذابًا رجل له شراكان من نار يغلي منهما دماغه كما يغلي المرجل، يرى أنه أشدهم عذابًا وإنه لأهونهم عذابًا﴾ رواه مسلم وللبخاري نحوه، ويروى: ﴿أن الله ﷿ ينشئ لأهل النار سحابة، فإذا أشرفت عليهم ناداهم يا أهل النار! -هذا الفرق يا عبد الله! أهل الجنة ينادون للكرامة وأهل النار ينادون للإهانة- يا أهل النار! أي شيء تطلبون وما الذي تسألون، فيذكرون بها سحائب الدنيا والماء الذي كان ينزل عليهم، فيقولون: نسأل يا رب الشراب! فيمطرهم أغلالًا، فيقولون: نسأل يا رب الشراب فيمطرهم أغلالا تزيد في أغلالهم وسلاسل تزيد في سلاسلهم وجمرة يلهب النار عليهم﴾.
4 / 10