Lessons by Sheikh Abdul Rahman Al-Sudais

Abdul Rahman Al-Sudais d. Unknown
99

Lessons by Sheikh Abdul Rahman Al-Sudais

دروس للشيخ عبد الرحمن السديس

Noocyada

معنى لا إله إلا الله إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ به من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله لا إله غيره ولا رب سواه، وأشهد أن نبينا محمدًا عبده ورسوله، أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه ودعا بدعوته وسلم تسليمًا. أما بعد: أيها الناس: اتقوا الله تعالى. أمة الإسلام: إن الناس اليوم في حاجة ماسة بل في ضرورة ملحة إلى تجديد الإيمان في نفوسهم، والعودة الصادقة إلى عقيدتهم الإسلامية، صار ذلك ملحًا لمّا انتشر في الناس صرف بعض أنواع العبادة لغير الله، وتفشى بينهم الإعراض في كثير من الأمور الشرعية، عن كتاب الله وسنة رسوله ﷺ، وظهرت عندهم أنواع خطيرة من المعاصي والكبائر عياذًا بالله. إخوة الإسلام: إن تجديد الإيمان لا يعني النطق بكلمة التوحيد: (لا إله إلا الله، محمدٌ رسول الله) باللسان فقط، وإنما يقتضي العمل بمعنى هذه الكلمة العظيمة، والعمل بمقتضاها امتثالًا لقوله تعالى: ﴿فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ﴾ [محمد:١٩] وإلا فإنه لا ينفع مجرد التلفظ بها مع الوقوع فيما يخالفها ويناقضها. أيها الإخوة في الله: إن كلمة لا إله إلا الله هي الكلمة التي فطر الله الناس عليها، وهي التوحيد الذي بعث الله به رسله، وأنزل به كتبه، وهي شعار الإسلام، وهي الفارق بين الكفر والإيمان. ولا يخفى على كل مسلم أن الشهادتين أساس الدين وركنه الأول، والأصل الذي تقوم عليه بقية الأركان، وتنبني عليه سائر الأحكام، فإن كان سليمًا قويًا، استقامت سائر الأعمال، وكانت مقبولة عند الله، وانتفع بها صاحبها، وإن اختل هذا الأساس، فسدت سائر الأعمال وصارت وبالًا على صاحبها وحسرةً وخسارة وهباءً منثورًا قال تعالى: ﴿قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعا﴾ [الكهف:١٠٣ - ١٠٤]. فمعنى شهادة: أن لا إله إلا الله: الإقرار بأنه لا يستحق العبادة إلا الله وحده، بكل ما تحمله كلمة العبادة من معنى، وأن كل معبود سواه باطل: ﴿ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الْبَاطِلُ﴾ [لقمان:٣٠].

14 / 2