208

Lessons by Sheikh Abdul Rahman Al-Sudais

دروس للشيخ عبد الرحمن السديس

Noocyada

انشغال الآباء بالدنيا عن تربية الأولاد
إن بعض الآباء لينشغلون بالدنيا عن أبنائهم، فيا أيها الآباء! كفى انشغالًا بالمادة عن أسركم وبيوتكم وتربية أبنائكم وبناتكم.
إن مما يؤسف له -أشد الأسف- أن بعض الآباء -هداهم الله- لا يعرف أسرته إلا في مواعيد الطعام والنوم دون توجيه ولا تربيه، وبعضهم يحسب أن إسعاده لأسرته إنما هو بالمسكن والمطعم والمشرب والملبس، وإشباع رغباتها المادية، وتحقيق طلباتها الدنيوية وكأنها حظيرة أغنام، وهيهات أن تخرج هذه التربية المادية جيلًا صالحًا أو نشئًا مستقيمًا في غياب التوجيه السديد والتربية السليمة!
وإننا لنتساءل: لمن تترك تربية الأبناء إذا تخلى عنها المربون والآباء؟
لمن تترك فلذات الأكباد ومهج النفوس وثمرات الفؤاد إذا تخلى عنها البيت والأسرة؟
فاتقوا الله عباد الله! وليقم كلٌّ منكم بواجبه تجاه بيته وأسرته، وإنه بفهم كل واحد منا حقوقه وواجباته تجاه أسرته وبالعمل بها تصلح الأسر، ويتحقق للمسلمين ما يصبون إليها من استقرار أحوالهم، وسعادة مجتمعاتهم، وصلاح أبنائهم، وسلامة أديارهم بإذن الله ﴿وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ﴾ [إبراهيم:٢٠].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بهدى سيد المرسلين.
أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين، فاستغفروه من كل ذنب ومعصية، إنه هو الغفور الرحيم.

31 / 7