108

Lectures on Christianity

محاضرات في النصرانية

Daabacaha

دار الفكر العربي

Lambarka Daabacaadda

الثالثة ١٣٨١ هـ

Sanadka Daabacaadda

١٩٦٦ م

Goobta Daabacaadda

القاهرة

Noocyada

في مكان حادثة معينة كان اختلافهم سببًا للظنة في الشهادة واتهام الشهود فيها، ولئن قيل أن المسيح ظهر في الأمكنة التي ذكرت، بيد أن كلًا ذكر ما رأى، ولم يكن رآه فيها جميعًا كان الكلام مستقيمًا، ولكن يكون معناه أن كل إنجيل لم يذكر حال المسيح كاملة، ويحتمل أن يكون الجميع لم يذكروها كاملة على هذا الأساس، ويكونون قد نسوا حظًا مما ذكروا به. المسيح يدين ويحاسب: ٧٢- لم يمكث المسيح بعد قيامته هذه التي يعتقدها المسيحيون إلا أربعين يومًا، ثم ارتفع بعدها إلى السماء وجلس بجوار الرب في زعمهم، وسيأتي ليدين الناس يوم القيامة، يحاسب كل إنسان على ما فعل وقال: إن خيرًا فخير، وإن شرًا فشرا، وله بهذا الملك الأبدي، فلا فناء لملكه، فهم يقولون: إن الله قد أقام يومًا سيدين فيه سكان هذه الأرض بيسوع المسيح، لأن الأب في زعمهم لا يدين أحدًا، بل قد أعطى ذلك للابن، فأعطاه سلطان أن يدين الإنسان، لأنه ابن الإنسان أيضًا ولابد أن يظهر الناس جميعًا أمام كرسي المسيح، لينال كل واحد جزاء ما كان قد صنع، خيرًا أو شرًا، هذه عقيدتهم. فقد جاء في إنجيل يوحنا: "الحق أقول لكم، إنه تأتي ساعة، وهي الآن، حين يسمع الأموات صوت ابن الله، والسامعون يحيون، لأنه كما أن الآن له حياة في ذاته، كذلك أعطى الابن أن تكون له حياة في ذاته، وأعطاه سلطانًا أن يدين أيضًا، لأنه ابن الإنسان، لا تعجبوا من هذا فإنه تأتي ساعة فيها يسمع جميع الذين في القبور صوته، فيخرج الذين فعلوا الصالحات إلى قيامة الحياة، والذين عملوا السيئات إلى قيامة الدينونة: أنا لا أقدر أن أفعل من نفسي شيئًا، كما أسمع أدين، ودينونتي عادلة لأني لا أطلب مشيئتي، بل مشيئة الأب الذي أرسلني". راجع الإصحاح الخامس. وجاء في رسالة بولس الثانية إلى أهل كورنثوس: "لابد أننا جميعًا نظهر أمام كرسي المسيح، لينال كل واحد منا ما كان بالجسد، بحسب ما صنع، خيرًا كان أم شرًا" (راجع الإصحاح الخامس من هذه الرسالة) . وجاء في رسالة بولس إلى أهل تسالونيكى: "إن الذين يضايقونكم

1 / 109