ذكر أحاديث رويت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في ذكر ليلة النصف من شعبان وفضلها
تأليف: الإمام، الحافظ، المقرئ، مؤرخ العراق أبي عبد الله محمد بن أبي المعاني سعيد بن يحيى بن علي بن حجاج المعروف بابن الدبيثي (558ه-637ه).
Bogga 108
بسم الله الرحمن الرحيم
أخبرنا شيخنا العالم الحافظ الثقة، شيخ المحدثين، بركة السلف الماضين: مجد الدين أبو الربيع عبد المنعم علي بقراءتي عليه بمجلسه بمسجد قميرية، على شاطئ دجلة -غربي بغداد-، آخر نهار الجمعة ليلة النصف من شعبان من سنة ثلاث وثلاثين وسبع مائة جميع هذا الجزء المشتمل على فضل ليلة النصف من شعبان، جمع الشيخ الإمام الحافظ جمال الدين أبي عبد الله علي بن سعيد بن يحيى بن علي بن الدبيثي -رحمه الله-، وذلك بحق قراءته له على والده الشيخ الإمام العالم العلامة الحبر الفهامة أبي أحمد عبد الصمد بن أحمد بن عبد القادر بن أبي الجيش #110# البغدادي -رحمه الله-، في يوم السبت -ثالث شعبان- سنة ثلاث وسبعين وست مائة، وبسماعه -أيضا- على والده المذكور بقراءة الشيخ عبد الرحيم بن الزجاج، يوم الأحد -الثالث من شهر شعبان- من سنة تسع وخمسين وست مائة، وكان في السنة الرابعة من سني عمره بالمسجد المذكور، -أيضا- بحق قراءة والده -المذكور- له على جامعه ابن الدبيثي في يوم الأربعاء -ثالث عشر شعبان- من سنة تسع عشرة وست مائة، قال -رحمه الله-:
ذكر أحاديث رويت عن النبي صلى الله عليه وسلم في ذكر ليلة النصف من شعبان وفضلها.
Bogga 109
#111#
[1] رواية أبي بكر الصديق، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في ذكرها:
1 - أخبرنا أبو الفتح محمد بن يحيى بن مواهب البرداني، قراءة عليه من أصل سماعه وأنا أسمع، قيل له: أخبركم أبو عبد الله محمد بن عبد الباقي بن الفرج الدوري، قراءة عليه وأنت تسمع، فأقر به، قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الملك بن محمد بن بشران، قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن عمر بن #112# أحمد الدارقطني قال: حدثنا أبو بكر عبد الله بن #113# محمد بن زياد النيسابوري، حدثنا يونس بن عبد الأعلى، أخبرنا عبد الله بن وهب، أخبرني عمرو بن الحارث، عن عبد الملك بن عبد الملك، عن مصعب بن أبي ذئب، عن القاسم بن محمد، عن أبيه، أو عن عمه، عن جده أبي بكر الصديق أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:
((إن الله -عز وجل- ينزل إلى سماء الدنيا ليلة النصف من شعبان، فيغفر فيها لكل بشر ما خلا #114# كافرا، أو رجلا في قلبه شحناء)).
Bogga 111
[2] رواية عبد الله بن عمرو بن العاص في ذلك:
2 - قرأت على أبي الفرج عبد المنعم بن عبد الوهاب بن سعد التاجر، قلت له: أخبركم أبو الخير المبارك بن الحسين بن أحمد المقرئ قراءة عليه، فأقر #115# به، حدثنا أبو محمد الحسن بن محمد بن الحسن الخلال إملاء، قال: حدثنا محمد بن المظفر بن موسى الحافظ، قال: حدثنا حامد بن شعيب البلخي، #116# قال: حدثنا زهير بن حرب، قال: حدثنا الحسن بن موسى، قال: حدثنا ابن لهيعة، عن حيي بن عبد الله، عن أبي عبد الرحمن الحبلي، عن عبد الله بن عمرو، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال:
((يطلع الله -عز وجل- إلى خلقه ليلة النصف من شعبان، فيغفر لعباده إلا اثنين: مشاحنا، أو قاتل نفس)).
Bogga 114
[3] رواية أبي أمامة الباهلي في ذلك:
3 - وأخبرنا أبو الفرج عبد المنعم بن عبد الوهاب الحراني، قال أخبرنا أبو الحسين الغسال، قال: أخبرنا أبو محمد الخلال، قال: حدثنا علي بن عمرو بن #117# سهل، قال: حدثنا أحمد بن عمير، قال: حدثنا سعيد بن عثمان التنوخي وعلي بن معروف #118# التمار، قالا: حدثنا ابن عبد العزيز بن موسى، عن سيف بن محمد الثوري، عن الأحوص بن حكيم، عن أبي أمامة الباهلي، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:
((يهبط الله -عز وجل- إلى سماء الدنيا إلى عباده في نصف من شعبان، فيطلع إليهم فيغفر لكل مؤمن ومؤمنة، وكل مسلم ومسلمة إلا كافرا أو كافرة، أو مشركا، أو مشركة، أو رجلا بينه وبين أخيه مشاحنة، ويدع أهل الحقد بحقدهم)).
Bogga 116
#119#
[4] رواية معاذ بن جبل في ذلك:
4 - أخبرنا أبو الفتح محمد بن يحيى بن محمد قراءة عليه، قال: أخبرنا أبو عبد الله بن عبد الباقي بن الفرج السمسار قراءة عليه، قرئ على أبي بكر محمد بن عبد الملك بن بشران وأنا أسمع، قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن عمر بن أحمد الحافظ، قال: حدثنا أبو بكر عبد الله بن سليمان بن الأشعث، قال: حدثنا هشام بن خالد، قال: حدثنا أبو خالد عتبة بن حماد القارئ، عن الأوزاعي، عن مكحول، وابن ثوبان، عن أبيه، عن مكحول، عن مالك بن يخامر السكسكي، عن معاذ بن جبل، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:
((يطلع الله -عز وجل- إلى خلقه إلا لمشرك أو مشاحن)).
Bogga 119
[5] رواية أبي ثعلبة الخشني في ذلك:
5 - وأخبرنا أبو الفتح محمد بن يحيى البرداني قراءة عليه، قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الباقي الدوري، قال: أخبرنا أبو بكر بن بشران، قال: أخبرنا أبو الحسن الدارقطني، قال: أخبرنا أبو جعفر محمد بن سليمان النعماني، وأحمد بن عبد الله بن محمد #121# الوكيل، قالا: حدثنا عبد الله بن عبد الصمد بن أبي خداش، قال: حدثنا عيسى بن يونس، عن الأحوص بن حكيم، عن حبيب بن صهيب، عن أبي ثعلبة الخشني، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:
((إن الله -عز وجل- يطلع إلى عباده في كل ليلة النصف من شعبان فيغفر للمؤمنين، ويملي #122# للكافرين، ويدع أهل الحقد بحقدهم حتى يدعوه)).
Bogga 120
[6] رواية عثمان بن أبي العاص الثقفي في ذلك:
6 - قرأت على أبي الفرج بن أبي الفتح التاجر، أخبركم أبو الخير المبارك بن الحسين بن أحمد المقرئ قراءة عليه، فأقر به، قال: حدثنا الحسن بن محمد الخلال، قال: حدثنا يوسف بن عمر الزاهد، #123# وعبد الواحد بن علي اللحياني، قالا: أخبرنا عبد الله بن سليمان بن عيسى الوراق، قال: حدثنا محمد بن أحمد بن يزيد الرياحي، حدثنا جامع بن صبيح #124# الرملي، حدثنا مرحوم بن عبد العزيز، عن داود بن عبد الرحمن، عن هشام بن حسان، عن الحسن، عن عثمان بن أبي العاص، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:
((إذا كان ليلة النصف من شعبان نادى مناد: هل من مستغفر فأغفر له؟ هل من سائل فأعطيه؟ فلا يسأل أحد شيئا إلا أعطي، إلا زانية بفرجها، أو مشركا)).
Bogga 122
#125#
[7] رواية أبي موسى الأشعري في ذلك:
7 - أخبرنا محمد بن يحيى بن محمد الصوفي، قال: أخبرنا محمد بن عبد الباقي بن محمد، قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الملك الواعظ، قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن عمر المعدل، قال: حدثنا أحمد بن زياد، حدثنا الحسن بن شبيب، قال: #126# سمعت الربيع بن سليمان الجيزي، يقول: حدثنا أبو الأسود، حدثنا ابن لهيعة، عن الزبير بن سليم، عن الضحاك بن عبد الرحمن وهو ابن عرزب، عن أبيه قال: سمعت أبا موسى الأشعري، يقول: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول:
((ينزل ربنا إلى السماء الدنيا للنصف من شعبان، فيغفر لأهل الأرض، إلا مشركا أو مشاحنا)).
Bogga 125
[8] رواية عائشة أم المؤمنين في ذلك:
8 - وأخبرنا أبو الفتح محمد بن يحيى بن محمد بن موهب قراءة عليه، أخبركم أبو عبد الله الدوري قراءة عليه، فأقر به، قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الملك #127# الأموي، قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن عمر بن مهدي، قال: أخبرنا إسماعيل بن العباس الوراق، قال: حدثنا العباس بن محمد، حدثنا عمر بن حفص ابن غياث، حدثنا أبي، عن حجاج، عن يحيى بن أبي كثير، عن عروة، عن عائشة قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:
((إن الله -عز وجل- ينزل ليلة النصف من شعبان، فيغفر من الذنوب أكثر من شعر غنم كلب)).
قال الشيخ: يريد غنم بني كلب فاختصر، وخص بني كلب لأنهم كانوا أكثر العرب غنما.
Bogga 126
[9] ذكر أن الآجال تقطع في شعبان:
9 - أخبرنا القاضي أبو سعد عبد الله بن محمد بن هبة الله الشافعي، في كتابه إلينا من دمشق، قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين بن علي الفرضي ببغداد ، قال: قال: أخبرنا القاضي أبو الحسين محمد ابن علي بن المهتدي بالله، قال: أخبرنا أبو إسحق إبراهيم بن أحمد بن محمد الطبري، قال: أخبرنا أبو #129# الحسين عمر بن الحسن بن علي الأشناني، قال: حدثنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن عبيد القرشي، قال: حدثنا علي بن الجعد، أخبرنا أبو المغيرة، عن محمد بن سوقة، عن عكرمة في قوله تعالى: {فيها يفرق كل أمر حكيم} [الدخان:4] قال: ليلة النصف من شعبان، يدبر أمر السنة، وينسخ الأموات من #130# الأحياء، ويكتب الحاج، فلا ينقص منهم أحد ولا يزيد فيهم أحد.
Bogga 128
10 - وأخبرنا أبو الفتح عبد المنعم بن أبي الفتح التاجر قراءة عليه، قال: أخبرنا أبو الخير المبارك بن الحسين سبط الخواص، قال: حدثنا أبو محمد الحسن بن محمد الخلال، قال: حدثنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن #131# سمعون الواعظ، قال: أخبرنا علي بن محمد بن أحمد المصري، قال: أخبرنا مطلب بن شعيب، #132# وهشام بن يونس، ومحمد بن زيدان، واللفظ لمطلب، قالوا: حدثنا أبو صالح كاتب الليث، قال: حدثني الليث بن سعد، قال: حدثني عقيل بن خالد، عن ابن شهاب، قال: أخبرني عثمان بن محمد بن المغيرة بن الأخنس، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال:
((تقطع الآجال من شعبان إلى شعبان، حتى أن الرجل لينكح، ويولد له، ولقد خرج اسمه في الموتى)).
Bogga 130
#133#
[11] ما روي من الدعاء في ليلة النصف من شعبان:
11 - أخبرنا أبو الفتح محمد بن يحيى الصوفي، قراءة عليه من أصل سماعه، أخبركم أبو عبد الله محمد بن عبد الباقي السمسار، فأقر به، قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الملك الواعظ، قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن عمر بن أحمد الدارقطني، قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن علي بن إسماعيل الأيلي، حدثنا #134# بكر بن سهل، حدثنا عمرو بن هاشم البيروتي، حدثنا سليمان بن أبي كريمة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، قالت: كانت ليلة النصف من شعبان ليلتي، وبات رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عندي، فلما كان في جوف الليل فقدته، فأخذني ما يأخذ النساء من الغيرة، فتلفعت بمرطي، والله ما كان خزا ولا قزا ولا حريرا ولا ديباجا ولا قطنا ولا كتانا، قيل: ومم كان؟ قالت: كان سداه شعرا، ولحمته من أوبار الإبل، وطلبته في حجر نسائه فلم أجده، فانصرفت إلى حجرتي، فإذا به كالثوب الساقط على وجه الأرض #135# ساجدا وهو يقول: في سجوده:
((سجد لك سوادي وخيالي، وآمن بك فؤادي، هذه يدي وما جنيت بها على نفسي، يا عظيم رجاء لكل عظيم، اغفر الذنب العظيم، سجد وجهي للذي خلقه، وشق سمعه وبصره))، ثم رفع رأسه، فعاد ساجدا فقال: ((أعوذ برضاك من سخطك، وبعفوك من عقابك، وبك منك، أنت كما أثنيت على نفسك، أقول كما قال أخي داود -عليه السلام- أعفر وجهي في التراب لسيدي، وحق له أن يسجد)) ثم رفع رأسه فقال: ((اللهم ارزقني قلبا نقيا، لا كافرا ولا شقيا)). ثم انصرف فدخل معي في الخميلة، ولي نفس عال، فقال: ((ما هذا النفس؟)) فأخبرته، فطفق يمسح بيده على ركبتي ويقول: ((ويس -كلمة ترحم- هاتين الركبتين ما لقيتا في هذه الليلة، ليلة النصف من شعبان، ينزل الله -عز #136# وجل- إلى السماء الدنيا فيغفر لعباده، إلا لمشرك أو مشاحن)).
تم الجزء، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.
Bogga 133