Layla Thaniya Cashara
الليلة الثانية عشرة: أو ما شئت!
Noocyada
John Barton ). وتثير الكلمات الأولى في هذا المشهد إحساسنا بالبلاد البعيدة «للرومانس الكلاسيكي»:
فيولا :
يا أصحاب .. في أي بلاد نحن الآن؟
الربان :
هذي إلليريا يا مولاتي.
وتضيف بني جاي إن اسم إلليريا قد يوحي بكلمة «إللوجن» (
illusion )؛ أي الوهم، وكلمة ليريكال (
Lyrical )؛ أي الغنائي، وإن كان في الواقع الاسم القديم للمنطقة الواقعة في بلاد اليونان شمالي خليج كورنثه (
Corinth ) والمطلة شرقا على البحر الأدرياتيكي، وهي التي اشتهرت بوجود القراصنة فيها. وهو ما يشير إليه الدوق فيما بعد عند مواجهته لأنطونيو في الفصل الخامس، وما جعل الفرقة المسرحية المذكورة تقدم في عرض المسرحية عام 1987م ديكورا مسرحيا يمثل قرية يونانية يقوم فيها مالفوليو بدور «موظف» في الكنيسة لم يعد المجتمع «المنحل» يوليه أدنى احترام.
وتؤكد هذه الناقدة دور الخلط الجغرافي هنا، المصاحب لقرار فيولا بالتنكر؛ أي إن قرارها بأن تتنكر في زي خصي معناه وقوفها على الحافة ما بين الرجل والمرأة، بحيث لا تغدو هذا أو ذاك، فالاسم الذي نعرف فيما بعد أنه اسم موطنها الأصلي اسم يوحي بإيطاليا (ميسالين)، وهي الآن على تخوم الدولة العثمانية، فهي «على الحدود»، ومحايدة جنسيا وجغرافيا. لكننا سرعان ما ننسى ذلك حين نراها في بلاط الدوق في صورة خادم، وهو بلاط ذو طابع إنجليزي واضح لا شك فيه، والحوار في المشاهد التالية يؤكد ذلك، الأمر الذي يجعل المشاهد في المسرح يرى ما هو غريب وبعيد في الحدث الرومانسي في ثوب مألوف في إنجلترا، بحيث «يختلط» الحلم بالواقع. ويستعين شيكسبير في ذلك باستحداث شخصية أنطونيو (صديق سباستيان) الذي يؤكد «الطابع الواقعي لهذه المدينة الخيالية»؛ فهي تنتمي افتراضيا إلى عالم الرومانس العجيب، وتتضافر فيها عناصر الخلط الجغرافي، ولكنها لندن أيضا في عيون المشاهدين!
Bog aan la aqoon