Layla Thaniya Cashara
الليلة الثانية عشرة: أو ما شئت!
Noocyada
Lyrical ) التي تتوسل بالشعر والموسيقى، وإن كان الجمع بينهما قائما بوضوح على امتداد المسرحية كلها، وهكذا سمعنا من يصفها بأنها غنائية أولا، ما دامت تبدأ بالموسيقى وتنتهي بالموسيقى وتتخللها الأغاني في المشاهد النثرية (الخاصة بالحبكة الثانوية)؛ وهجائية ثانيا، ما دامت تصب بمحوري الحبكة في آفة واحدة، وإن كان لها بعد أو أبعاد فلسفية ونفسية، مدارها قدرة الفرد على تخطي حدود ذاته وتجاوزها بالامتزاج بالآخر، أو قل بالخروج من الذات إلى البشر (الآخر)، والاستعداد لقهر تقاليد الرومانس التي تجعل المحب منحصرا في حبه استنادا إلى أنه يمثل (الذات) أو قل بتخطي الذاتية إلى الموضوعية!
ولكن هذا المزج يتميز بسمات أخرى تضفي مذاقا آخر على الكوميديا، وعلى رأسها مرارة العقاب الذي ينزله المتآمرون (توبي وماريا وغيرهما) بمالفوليو، فهو عقاب لاذع حاد يدفع الكثيرين إلى الإشفاق عليه، بل ويثير لونا من الأسى، وهكذا وجدنا من يضيف إلى وصف هذه الكوميديا بالهجاء أو الغنائية أو الرومانسية وصفها بالشجن العميق (
wistful ) أو الحزن الصريح (
sad ) أو المرح الصاخب (
romping )، بل ومن حاول أن يجمع بين هذا وذاك كله فوصفها بأنها حلوة مرة معا (
bittersweet )، وقد وجدنا في العصر الحديث من رأى في المهرج (
clown ) مفتاح مفهوم المسرحية؛ فهو يؤكد لنا في ثنايا المسرحية ومن خلال تفاعله مع باقي الشخصيات أن الدنيا قائمة على التهريج الذي يحمل هنا دلالتين لا تنفصلان؛ أولهما: ضرورة الهزل ما دامت الحياة الدنيا أليمة لا تحتمل الجد، وتقوم على المراءاة، والتظاهر. وثانيهما: ضرورة التخلي عن الثقة في قدرة الألفاظ عن التعبير عن الحقيقة؛ فالألفاظ خائنة، وهي عاجزة إلا عن خلق الأوهام، ما دام كل فرد يستخدمها بمعنى مختلف، وما دامت معانيها تتلون دائما وتتحور، الأمر الذي يذكرنا بمذهب التفكيكية النقدي، وإنكاره لوجود حقيقة أو أي شيء خارج الألفاظ! (3) الجغرافيا الخيالية
تقول الناقدة بني جاي (
Gay ) إن التشابه الوثيق بين الفتى والفتاة في المظهر من الدلائل على أن المسرحية تنتمي إلى نوع الرومانس، وإن الدقائق العشر الأولى من المسرحية تختط لها طريقا دقيقا في هذا النوع الأدبي؛ فالجمهور يرى ويسمع شابا غنيا نبيلا، يحيط به الموسيقيون والأتباع الذين يصغون بانتباه إليه وهو يقدم «تنويعاته» العذبة على القوالب اللفظية المألوفة في شعر الحب البتراركي:
أواه عندما رأت عيناي أوليفيا لأول مرة،
Bog aan la aqoon