لكنه قاطعها: لا تكذبي، ولا تخافي، لقد عاشرت رجلا غارقا في دماء الشهداء. - كلنا نلهج بحسناتك.
فقال دون مبالاة بقولها: أتدرين لم أبقيت عليك قريبا مني؟ لأني وجدت في نفورك عذابا متواصلا أستحقه، أما ما يحزنني فهو أنني أومن بأنني أستحق جزاء أشد.
فلم تتمالك أن بكت، فقال برقة: ابكي يا شهرزاد؛ فالبكاء أفضل من الكذب.
هتفت: لا أستطيع أن أتقلب في نعمتك بعد الليلة.
فقال محتجا: القصر قصرك، وقصر ابنك الذي سيحكم المدينة غدا، أنا الذي يجب أن أذهب حاملا ماضي الدامي. - مولاي! - على مدى عشر سنوات عشت ممزقا بين الإغراء والواجب، أتذكر وأتناسى، أتأدب وأفجر، أمضي وأندم، أتقدم وأتأخر، أتعذب في جميع الأحوال، آن لي أن أصغي إلى نداء الخلاص، نداء الحكمة.
قالت بنبرة اعترافية: إنك تنبذني وقلبي يتفتح لك.
فقال بصرامة: لم أعد أبحث عن قلوب البشر. - إنه قضاء معاكس يعبث بنا. - علينا أن نرضى بما قدر لنا.
فقالت بمرارة: مكاني الطبيعي هو ظلك.
فقال بهدوء لا يتأثر بالانفعالات: السلطان يجب أن يذهب بما فقد من أهلية، أما الإنسان فعليه أن يجد خلاصه. - إنك تعرض المدينة لأهوال. - بل إني أفتح لها باب النقاء وأهيم على وجهي باحثا عن خلاصي.
مدت راحتها إلى راحته في الظلام، لكنه سحب يده قائلا: انهضي لمهمتك، لقد أدبت الأب، وعليك أن تعدي الابن لمصير أفضل.
Bog aan la aqoon