Lawaqih Anwar
الطبقات الكبرى المسماة بلواقح الأنوار في طبقات الأخيار
Daabacaha
مكتبة محمد المليجي الكتبي وأخيه، مصر
Sanadka Daabacaadda
1315 هـ
وكذب المريدين قال أبو عثمان الحيري: فسق العارفين: إطلاق الطرف واللسان والسمع لأسباب الدنيا ومنافعها وخيانة المحبين: اختيار أهويتهم على رضا الله فيما يستقبلهم وكذب المريدين: أن يكون ذكر الخلق ورؤيتهم أغلب على قلوبهم من ذكر الله عز وجل ورؤيته، وكان يقول: إذا رأيت ضوء الفقير في ثيابه فلا ترجو خيره رضي الله عنه.
ومنهم أبو تراب عسكر بن الحسين النخشبي
رضي الله تعالى عنه
صحب حاتما الأصم وأبا حاتم العطار وهو من أجله مشايخ خراسان وكبارهم المشهورين بالعلم والفتوة والزهد والتوكل والورع.
مات رحمه الله تعالى بالبادية فنهشته السباع سنة خمس وأربعين ومائتين. ومن كلامه رضي الله عنه: إن الله عز وجل ينطق العلماء في كل زمان بما يشاكل أعمال ذلك الزمان وكان رضي الله عنه يقول: من شغل مشغولا بالله عن الله أدركه المقت من ساعتها وكان يقول لا أعلم شيئا أضر بالمريدين من أسفارهم على متابعة نفوسهم بغير إذن أستاذهم، وما فسد مريد إلا بالأسفار ومعاشرة الأضداد، وكان يقول: لا ينبغي لفقير قط أن يضيف إلى نفسه شيئا من المال قط ألا ترى إلى موسى عليه السلام حيث قال: هي عصاي، وادعى الملك لها قال الله عز وجل: " ألق عصاك " " النمل: 10 " فلما قلب العين فيها لجأ وهرب فقيل ارجع ولا تخف، وكان رضي الله عنه يقول: رأيت رجلا بالبادية فقلت له من أنت فقال أنا خضر الموكل بالأولياء أرد قلوبهم إذا شردت عن الله عز وجل يا أبا تراب التلف في أول قدم والنجاة في آخر قدم رضي الله عنه.
ومنهم أبو محمد عبد الله بن حنيف الأنطاكي
رضي الله تعالى عنه
صحب يوسف بن أسباط وهو من زهاد الصوفية الأكياس في أكل الحلال والورعين في جميع لأحوال، أصله من الكوفة وطريقته في التصوف طريقة الثوري رضي الله عنه فإنه صحب صحابه رضي الله عنهم.
ومن كلامه رضي الله عنه: إذا دنا الرجل القارئ من المعصية ناداه القرآن من صدره
والله ما لهذا حملتني فلو أن العاصي سمع ذلك الصوت لمات حياء من الله تعالى، وكان رضي الله عنه يقول: بلغنا أن حبرا من أحبار بني إسرائيل كان يقول: يا رب كم أعصيك ولم تعاقبني فأوحى الله تعالى إلى نبي من بني إسرائيل قل لفلان كم أعاقبك وأنت لا تدري ألم أسلبك حلاوة مناجاتي. وكان يقول: أنت لا تطيع من يحسن إليك فكيف تحسن إلى من يسيء إليك رضي الله عنه.
ومنهم أبو علي أحمد بن عاصم الأنطاكي
رضي الله عنه
هو من أقران بشر بن الحارث الحافي والسري السقطي والحارث المحاسبي وكان أبو سليمان الداراني يسميه جاسوس القلوب لحدة فراسته رضي الله عنه وكان يقول: ما كنت أظن إني أدرك زمانا يعود الإسلام فيه غريبا فقيل له: وهل عاد الإسلام غريبا قال: نعم إن ترغب فيه إلى عالم تجده مفتونا بالدنيا يحب الرياسة والتعظيم، ويكل الدنيا بعلمه ويقول: أنا أولى بها من غيري وإن تركب فيه إلى عابد معتزل في جبل تجده مفتونا جاهلا في عبادته مخدوعا لنفسه ولإبليس قد صعد إلى أعلى درجات العبادة، وهو جاهل بأدناها فكيف بأعلاها فقد صارت العلماء والعباد سباعا ضاربة وذئابا مختلسة فهذا وصف أهل زمانك من أهل العلم والقرآن ورعاة الحكمة " فاعتبروا يا أولي الأبصار " وكان رضي الله عنه يقول: إذا جالستم أهل الصدق من الفقراء فجالسوهم بالصدق فإنهم جواسيس القلوب يدخلون في قلوبكم ويخرجون منها وأنتم لا تشعرون رضي الله عنه.
ومنهم منصور بن عمار الواعظ
رضي الله تعالى عنه ورحمه
هو من أهل مرو وأقام بالبصرة وكان من أحسن الواعظين ومن حكماء المشايخ كبير الشأن في التقلل والورع. كان رضي الله عنه يقول: إذا سخر الشيطان برجل، جعله ينقل إلى الناس النميمة والقاذورات، ولو أن إبليس كان يهابه ما حمله شيئا من ذلك وكان رضي الله عنه يقول: سبحان من جعل قلوب العارفين أوعية للذكر وقلوب أهل الدنيا أوعية للطمع، وقلوب الفقراء أوعية للقناعة، وكان يقول عجبت للقراء كيف يهجرون إخوانهم سنين على زلة وقعت ولا يحملونهم على القناعة والتوبة، وإذا رأوا ظالما يأخذ ما لا بغير حق ثم يتوارى عنهم بجدار يقولون هذا حلال لاحتمال أن يكون بدله بغيره ولا يرون أن ذلك الواقع في الزلة تاب عن زلته بعد مدة والقاعدة واحدة رضي الله عنه.
ومنهم حمدون بن أحمد القصار النيسابوري
رضي الله تعالى
Bogga 71