Lawaqih Anwar
الطبقات الكبرى المسماة بلواقح الأنوار في طبقات الأخيار
Daabacaha
مكتبة محمد المليجي الكتبي وأخيه، مصر
Sanadka Daabacaadda
1315 هـ
على الله تعالى لعله ينظر إليهم، وكان يقول: إن الفقيه يدخل بين الله وبين عباده فلينظر كيف يدخل، وكان رضي الله عنه يقول: إني أستحيي من الله عز وجل أن أعتقد أن رحمته، تعجز عن أحد من المسلمين ولو فعل ما فعل. توفي بالمدينة سنة ثلاثين ومائة.
ومنهم صفوان بن سليم
رضي الله تعالى عنه
كان يصلي بالليل حتى تورمت قدماه، وكان يتهجد بالشتاء فوق السطح، لئلا ينام ودخل سليمان بن عبد الملك المسجد، فرأى صفوان فأعجبه سمته فأرسل إليه ألف دينار فقال للغلام أنت غلطت ما هو أنا أذهب فاستثبت، فذهب الغلام فهرب صفوان فلم يرجع حتى خرج سليمان من المدينة. توفي رضي الله عنه بالمدينة سنة اثنتين وثلاثين ومائة، والله أعلم.
ومنهم موسى الكاظم
رضي الله تعالى عنه
أحد الأئمة الاثني عشر وهو ابن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم أجمعين. كان رضي الله عنه يقول: إذا صحبت رجلا وكان موافقا لك، ثم غاب عنك فلقيته فاضطرب تجلبك عليه، فارجع إلى نفسك فانظر فإن كنت اعوججت فتب، وإن كنت مستقيما فاعلم أنه ترك الطريق وقف عند ذلك ولا تقطع منه حتى يستبين لك إن شاء الله تعالى وكان يكنى بالعبد الصالح لكثرة عبادته واجتهاده وقيامه بالليل، وكان إذا بلغه عن أحد أنه يؤذيه يبعث إليه بمال.
ولد موسى بن جعفر رضي الله عنه سنة ثمان وعشرين ومائة، وأقدمه المهدي إلى العراق، ثم رده إلى المدينة، فأقام بها إلى أيام الرشيد، فلما قدم الرشيد المدينة حمله معه وحبسه ببغداد إلى أن توفي بها مسموما رضي الله عنه، سنة ثلاث وستين ومائة وقبره بها مشهور رضي الله تعالى عنه.
ومنهم محمد بن كعب القرظي
رضي الله عنه
كان رضي الله عنه يقول: إذا أراد الله بعبده خيرا جعل فيه ثلاث خصال، فقها في الدين وزهادة في الدنيا وتبصرة بعيوبه، وكان رضي الله عنه يقول: لو رخص لأحد في ترك الذكر لرخص لزكريا عليه الصلاة والسلام، قال تعالى: " آتيك أن لا تكلم الناس ثلاثة أيام إلا رمزا واذكر ربك كثيرا " وسأله رجل فقال: أرأيت إن أعطيت الله عز وجل عهدا أو ميثاقا أن لا أعصيه أبدا فقال له محمد: فمن حينئذ أعظم منك جرما، وأنت تأتلي على الله أن لا ينفذ فيك أمره.
توفي رضي الله عنه سنة سبع عشرة ومائة، وكان يعظ الناس، فسقط عليهم المسجد فمات وماتوا كلهم رضي الله عنه، وكان رضي الله عنه يقول: يسير الدنيا يشغل عن كثير الآخرة، وكان رضي الله عنه يقول لا تنزل الحكمة في قلب فيه عزم على المعصية، وكان رضي الله عنه يقول: إياك وكثرة الأصحاب فإنك لا تقوم بواجب حقهم، والله إني لأعجز عن القيام بواجب حق صاحب واحد، وكان يقول: كان بين قول فرعون إما علمت لكم من إله غيري وبين قول: أنا ربكم الأعلى أربعون سنة وكان يقول إذا صحت الضمائر، غفرت الكبائر، وكان رضي الله عنه أعرج.
فكان يعاقب نفسه فيقول ينادي يوم القيامة يا أهل خطيئة كذا وكذا قوموا فتقوم معهم ثم يقول يا أهل خطيئة كذا وكذا قوموا فتقوم معهم فأراك يا أعيرج تقوم مع أهل كل خطيئة. توفي رضي الله عنه سنة أربعين ومائة رضي الله عنه.
ومنهم عبيدة بن عمير
رضي الله تعالى عنه
كان رضي الله عنه يقول: من صدق الإيمان إسباغ الوضوء في المكاره بالليل، وأن تخلو بالمرأة الحسناء لا تلتفت إليها، وكان رضي الله عنه يقول: ما بقي في الدنيا شيء للمؤمن، يتلذذ به إلا سرب يدخل فيه إلى أن يموت، وكان يقول: طوبى لمن يرى الشهوات بعينه، ولم يشته الخطايا يقلبه، وكان يقول: علامة الإخلاص أن لا تطمع في الناس ولا تحب محمدتهم، وكان رضي الله عنه يقول: حق الضيف عليك ثلاث أن لا تتكلف له ولا تطعمه إلا من حلال وتحفظ عليه أوقات الصلاة، وكان يقول: علامة المتقلل من الدنيا أن يصل إلى حد لم يأخذه لائم، وكان يقول: لا يكون الرجل متعلما حتى يترك الهوى، ولا يكون عالما حتى يعلم الناس، ما يرجو لهم فيه النجاة، وكان رضي الله عنه يقول: والله ما المجتهد فيكم إلا كاللاعب فيما مضى رضي الله تعالى عنه.
ومنهم مجاهد بن حنين
رضي الله تعالى عنه
كان رضي الله عنه يقول: إني لأرى الرجل يصنع شيئا مما يكره فأستحي أن أنهاه عن ذلك أي مع نهي له، وكان رضي الله عنه يقول كل موجبة كبيرة، وكان يقول: لا يكون الرجل من الذاكرين الله كثيرا، حتى يذكر الله قائما
Bogga 33