188

Lawaqih Anwar

الطبقات الكبرى المسماة بلواقح الأنوار في طبقات الأخيار

Daabacaha

مكتبة محمد المليجي الكتبي وأخيه، مصر

Sanadka Daabacaadda

1315 هـ

رضي الله عنه، ومع ذلك لم ينقطع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما واحد، وكان يقول لما خلق الله تعالى الأرض اضطربت فأرساها بالجبال.

وكذلك النفس لما خلقها الله تعالى اضطربت فأرساها بجبال العقل، وكان يقول الأكوان كلها عبيد مسخرة، وأنت عبد حضرته وكان يقول لأصحابه إذا وصلتم إلى مكة فليكن همكم رب البيت لا البيت، ولا تكونوا ممن يعبد الأصنام، والأوثان، وكان يقول من عرف الله لم يسكن إليه لأن في السكون إلى الله ضربا من الأمن " ولا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون " وكان يقول الولي في حال فنائه لا بد أن تبقى معه لطيفة علمية عليها يترتب التكليف، وذلك كما يكون الإنسان في البيت المظلم فهو عالم بوجوده، وإن كان غير مشاهد له، وكان رضي الله عنه يقول: والله ما جلست حتى جعلت جميع الكرامات تحت سجادتي قال ابن عطاء الله رضي الله عنه قرأت على الشيخ أبي العباس كتاب الرعاية للمحاسبي فقال: جميع ما في هذا الكتاب يغني عنه كلمتان أعبد الله بشرط العلم، ولا ترض عن نفسك أبدا ثم لم يأذن لي في قراءته بعد، وكان يقول من اشتاق إلى لقاء ظالم فهو ظالم، وكان يقول: القبض الذي لا يعرف سببه لا يكون إلا لأهل التخصيص، وكان يقول: لو علم الشيطان أن ثم طريقا توصل إلى الله تعالى أفضل من الشكر لوقف عليها ألا تراه كيف قال: " ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين " ولم يقل صابرين، ولا خائفين، ولا راجعين، وكان يقول أبو بكر، وعمر خلفاء الرسالة، وعثمان، وعلي خلفاء النبوة، وكان يقول العامة إن رأوا إنسانا ينسب إلى الولاية جاء من البراري والقفار أقبلوا عليه بالتعظيم، والتكريم وكم من بدل وولي بين أظهرهم فلا يلقون إليه بإلا مع أنه هو الذي يحمل أثقالهم، ويدافع الأغيار عنهم فمثلهم في ذلك كمثل حمار الوحش يدخل به البلد فيطوف به الناس متعجبين لتخاطيط جلده، وحسن صورته، والحمر التي بين أظهرهم تحمل آثقالهم إلى موضع أغراضهم وتنقل ترابهم وآلات بنائهم، ولا يلتفتون إليها، وكان رضي الله عنه يقول الهالك بهذه الطائفة أكثر من الناجي بها رضي الله عنه.

ومنهم سيدي ياقوت العرشي

رضي الله تعالى عنه

كان إماما في المعارف عابدا زاهدا وهو من أجل من أخذ عن الشيخ أبي العباس المرسي رضي الله عنه، وأخبر به سيدي أبو العباس رضي الله عنه يوم ولد ببلاد الحبشة، وصنع له عصيدة أيام الصيف بالإسكندرية فقيل له إن العصيدة لا تكون إلا في أيام الشتاء فقال هذه عصيدة أخيكم ياقوت ولد ببلاد الحبشة وسوف يأتيكم فكان الأمر كما قال وهو الذي شفع في الشيخ شمس الدين بن اللبان لما أنكر على سيدي أحمد البدوي رضي الله عنه وسلب علمه، وحاله بعد أن توسل بجميع الأولياء، ولم يقبل يدي أحمد شفاعتهم فيه فسار من الإسكندرية إلى سيدي أحمد وسأله أن يطيب خاطره عليه، وأن يرد عليه حاله فأجابه ثم إن سيدي ياقوت زوج ابن اللبان ابنته، ولما مات أوصى أن يدفن تحت رجليها إعظاما لوالدها الشيخ ياقوت وإنما سمي العرشي لأن قلبه كان لم يزل تحت العرش، وما في الأرض إلا جسمه، وقيل لأنه كان يسمع أذان حملة العرش، وكان رضي الله عنه يشفع حتى في الحيوانات، وجاءته مرة يمامة فجلست على كتفه، وهو جالس في حلقة الفقراء، وأسرت إليه شيئا في أذنه فقال باسم الله، ونرسل معك أحدا من الفقراء فقالت ما يكفيني إلا أنت فركب بغلته من الإسكندرية، وسافر إلى مصر العتيقة حتى دخل إلى جامع عمرو فقال اجمعوني على فلان المؤذن فأرسلوا، وراءه فجاء فقال له هذه اليمامة أخبرتني بالإسكندرية أنك تذبح فراخها كلما تفرخ في المنارة فقال: صدقت قد ذبحتهم مرارا فقال لا تعد فقال: تبت إلى الله تعالى ورجع الشيخ إلى الإسكندرية رضي الله تعالى عنه. ومناقبه رضي الله تعالى عنه كثيرة مشهورة بين الطائفة الشاذلية بمصر، وغيرها. توفي رضي الله عنه بالإسكندرية سنة سبع وسبعمائة رضي الله عنه.

ومنهم الشيخ تاج الدين بن عطاء الله السكندري

رضي الله تعالى عنه

الزاهد المذكر الكبير القدر تلميذ الشيخ ياقوت رضي الله عنه، وقبله تلميذ الشيخ أبي العباس المرسي كان ينفع الناس بإشاراته، ولكلامه حلاوة في النفوس، وجلالة. مات هكذا سنة سبع وسبعمائة وقبره بالقرافة يزار. وله من المؤلفات

Bogga 18