167

Lawaqih Anwar

الطبقات الكبرى المسماة بلواقح الأنوار في طبقات الأخيار

Daabacaha

مكتبة محمد المليجي الكتبي وأخيه، مصر

Sanadka Daabacaadda

1315 هـ

علام الغيوب " " المائده: 159 " وكان يقول: لا بد للعارف من التنزل من على همته إلى درجة مريده ليربيه، وكان يقول: الرجل الكامل يربى بالدائرتين بالأبوة والأمومة، وكان يقول: لو لم يصبح واحد الزمان يتوجه في أمر الخلائق من البشر لفجأهم أمر الله عز وجل، فأهلكهم، وكان يقول: لأن تبيت وأنت في فضل الله طامع خير لك من أن تبيت، وأنت ساجد راجع، وكان يقول: من حضر في الحضرات، فلا اسم له، ولا صفة، وكان يقول: إن الله تعالى يكسو خواص أهل الجنة خلعا لا لون لها، وكان يقول: لو تجلت شجرة في الجنة بحقيقتها ما استطاع أهل الجنة أن ينظروا إليها، وكان يقول: اليوم أنت تقول: للكون أخبرني عن مكوني، وفي الآخرة يقول: هو لك اخبرني عن مكوني، وكان يقول: من خرج عن محبة الدنيا سمي عابدا زاهدا، ومن خرج عن نفسه وعوالمها سمي عارفا، وكان يقول: من عرف ما دون الله قبل معرفته لله حجب، ومن عرف الله قبل معرفته لخلقه لم يحجب، وكان يقول: لا تنظر في أفعال الواعظين تحجب عن فوائد أقوالهم، ولا تنظر لذات العارفين تحجب عن فهم إشاراتهم، وكان يقول: كيف تعرف خالقك بشيء هو خلقه فيك، إذ كل مدرك له سلطان على ما أدركه: " وهو القاهر فوق عباده " " الأنعام: 18 " وكان يقول: كل من ظن أن الحروف تثبت في خزانة حفظه فهو محجوب، وكان يقول: الجنة حقيقة هي إشراق عوالم الوصول، وكان يقول: الناس حول صاحب الكلام الرباني كالعجم حول الفصيح، فلا يشترط معرفتهم لذلك، وكان يقول: خدمة أستاذك مقدمة على خدمة أبيك لأن أباك كدرك، وأستاذك صفاك، أباك سفلك، وأستاذك علاك، وأباك مزجك بالماء، والطين وأستاذك رقك إلى أعلى عليين.

وكان يقول: من دخل الدنيا، ولم يصادف رجلا كاملا يربيه خرج منها وهو متلوث، ولو كان على عبادة الثقلين، وكان يقول: إنما كان العبد يدخله الوسواس في الصلاة، ولا يدخله إذا سمع كلام عارف، وهو بين يديه لأن المصلي يناجي ربه، والمستمع للعارف يناجي ربه، وكان يقول: من أعظم منن الله تعالى على العباد أن يظهر بينهم عارفا، وإن لم يعرفوه، ولم يروه وكان يقول: إذا عرفت الله، فلا تظن شرا، فما هناك بعد معرفته شر.

وكان يقول: إنا لله تعالى ليستر عن العارفين كثيرا من مقاماتهم وكراماتهم حتى لا تخطر الدعوى على بالهم، وكان يقول: إن الرجل العارف ليكون في سفينة، والأولياء حوله مشاة على الماء يتلقون عنه، ويأخذون منه، وهو لو نزل معهم لغرق وكان يقول: كل ما حجبك عن الله تعالى، فهو ذنب، وكان يقول: أعظم ما يتنعم به أهل الجنة العلم الذي يعطيه الله تعالى لهم هناك، وكان يقول: إذا دخلت حضرة لا أين، فأين الأين أنظر، وكان يقول: الكامل من يستر باطنه بظاهره، وكان يقول: إذا نفخ في الصور قال: المريد الصادق سمعت هذا منذ زمان، وكان يقول: معاصي أهل السعادة كالأوهام، ومعاصي أهل الشقاوة تحقيق، وكان يقول: سماعك من العارف كلمة أدب في لحظة أفضل من أدب أبيك لك، ومعلمك في الأمر الظاهر عشرين سنة لأن العارف يؤدب روحك وغيره يؤدب نفسك، وكان يقول: إذا حضر أحد من الأغيار مجلس العارف قيل له: أنفق الآن من خزانة فكرك واستر ما في خزانة قلبك حتى يحضر أخصاء مجلسك، وتحضر قلوبهم معهم، وكان يقول: من سقاك من جسدك فقد ظلمك، ومن سقاك من نفسك،. فقد ظلمك، ومن سقاك من عقلك، ومن سقاك من شراب قلبك، فقد أحياك، وكان يقول: العلوم ثلاثة علم سلوكي، فيجب إبداؤه، وعلم كشفي، فقد لا يباح إبداؤه وعلم سري، فلا يباح إظهاره قط، وكان يقول: الاطلاع على كنه صفة أفعال الحق، وأسرار تدبيره في مكنوناته وربط الأسباب بعضها ببعض، والإشراف على وجه الحكم المبثوثة فيها مع تحقيق العلم بها، وبأوصافها ونسبها متعذر على جنس البشر إلا من أيد بنور من الله تعالى، فلم تزل النفوس البشرية مستشرفة لعلم ذلك، فإذا لاح لها بحسب ما ركب في طباعها أمور ظنية، أو خيالية، أو وهمية، أو تجريبية، أو تقليدية سارعت إلى ادعاء علم ذلك، وهو غلط، وكان يقول: ما من عبد يتوجه إلى الله تعالى بعمل إلا وينادي عليه أين قلب هذا العبد أثبتوا ديوان عمله أين كان قلبه، وكان يقول: لا عذاب على أهل النار أعظم من عذاب حرمان الجنة، وكان يقول: أول ما يجيب العارف، إذا دعى إلى الله تعالى من الإنسان روحه فإذا سلمت من العوارض تبعت، وإلا رجعت، وكان يقول: شكل الآدمي ما عدا أهل العصمة صنمي فمن أقبل عليه عبده، ومن أعرض عنه وجد الله تعالى، وكان يقول: إذا كان انطوى في ظل موسى عليه السلام سبعون رجلا فسمعوا الكلام الرباني، فكيف لا ينطوي في ظل المحمدية سبعمائة ألف، وكثر مع أن بعض أولئك حرفوا، وكل هؤلاء عرفوا.

وكان يقول: ما أعز

Bogga 169