Lawaqih Anwar
الطبقات الكبرى المسماة بلواقح الأنوار في طبقات الأخيار
Daabacaha
مكتبة محمد المليجي الكتبي وأخيه، مصر
Sanadka Daabacaadda
1315 هـ
لغير هوى نفسه، فاتقه ما أمكنك، فإنه يعاديك بنفسه، ويواليك بإيمانه، وكان يقول: إذا أصلحت عملك أقبلت الجنة عليك، وإذا أصلحت قلبك أقبل الحق سبحانه وتعالى بإحسانه إليك، وكان يقول: إذا أجنب العبد ألف جنابة كفاه غسل واحد، وأباح له الدخول في الصلوات، وكذلك العبد، إذا أجنب بالغفلة ألف جنابة، ثم ذكر الله تعالى مرة واحدة، واستغفره كان ذلك مطهرا له من تلك الجنابات، ومبيحا له الدخول، في الحضرات، وكان يقول: إذا حصل لك الأطيبان فلا تبال الإيمان بالله، والعود بعد العود لله، وكان يقول: والله لولا أن الله تعالى يريد ستر أوليائه في هذه الدار ما سلط عليهم أحدا يؤذيهم، وكان يقول: استمع الكلمات الرادعة عن الغي، والنصائح النافعة في زمن الرخاء قبل أن تبدو الحقائق بذواتها، فإن أولها كتاب، وثانيها خطاب، وثالثها عتاب، ورابعها حجاب وخامسها عذاب. " يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا إيمانها " الآية، وكان يقول: نسبتك إلى الله تعالى بالتقصير خير من نسبتك إلى غيره بالوفاء، والصدق، وكان يقول: كأن الحق تعالى يقول: من طلب مني بما يبدو منه، فقد طلب مني بوصفه، فالحرمان إليه أقرب، ومن طلب مني بوصفي فالكرم إليه أقرب، وكان يقول: إذا نهيت النفس عن الهوى، فإن الجنة هي المأوى، وإذا سعيت بقدم التقوى بما ليس للنفس فيه
هوى كانت الحضرة هي المأوى، وكان يقول: لو رفعت لك الستور لاحت لك السطور، وكان يقول: الأنبياء عليهم الصلاة، والسلام استقرت حقائهم في دوائر الغيب فهم بذواتهم هنالك ، ولهم رقائق في عوالم الشهادة، وفاء بحق دوائر الظواهر، والأولياء استقرت حقائقهم في عوالم الشهادة، ولهم رقائق. جوالة في عوالم الغيب، فالأنبياء تعدوا الحجاب بحقائقهم، والأولياء تعدوا الحجاب برقائقهم، وكان رضي الله عنه يقول: إنما يستجيب لمن دعاهم إلى الله تعالى بالاختيار العبيد الأحرار وكان يقول: رأس مالك في صلاح حالك وجود إقبالك، وكان يقول: الصلاة المقبولة قطعا هي التي اتصلت بالمتابعة الحقيقية، وكان يقول: لو أن عارفا بالله تعالى في مشرق الشمس ينطق بحقيقة، ورجل محب له في مغربها لكان له نصيب من ذلك على حسب قسمته، وتهذيب محبته، وكان يقول: كل عمل، فهو موعود بجزائه آجلا إلا التذكرة، فإن جزاءها عاجل مع مالها آجلا قال تعالى: " وذكر الذكرى تنفع المؤمنين " " الذاريات: 55 " وكان يقول: عزت معرفة العارفين أن تكون هذه الدار لآثارها مظهرا، وكان يقول: لأن تلقى الله تعالى، وقلبك مستنير خير من أن تلقى الله تعالى وعملك كثير، وكان يقول: لسان الحس أعجمي، ولسان القلب عربي فمهما وقع لك شيء بعجمة حسك ففسره بعربية قلبكم تجد الهدى والبيان، وكان يقول: القلوب على أصل سذاجتها لم تزل، ولكنها إذا حركت بالتذكرة، فإما تستقيم فيعينها الله تعالى، وإما أن تعوج، فيزيدها الله عوجا قال تعالى: " وإذا ما أنزلت سورة فمنهم من يقول أيكم زادته هذه إيمانا " " التوبة: 124 " الآيتين، وكان يقول: القول بالحق، وسماعه عبادة عمل به عامل، أو لم يعمل، وكان يقول: إنما اضطر العارفون إلى ملابسة الخلق، والدنيا لإنقاذ من فيها من الغرقى، وتخليص من بها من الأسرى وليتحملوا كثيرا من أكدارها عن الضعفاء، وكان يقول: لسان التوحيد في الدنيا غراب ينعق بفنائها وزوالها، وكان يقول: لما كانت هذه الأمة أقوى الأمم بحقائق التوحيد كانت لذلك أضعف الأمم أجسادا وأقلها أعمارا، وكان يقول: لا واسطة في شيء من الأسرار المبثوثة في خواص بني آدم للملأ الأعلى، وإنما الحق يوصلها إلى سرائرهم بقدرته، وما عدا الأسرار، فلا يصل قط منها شيء إلى الأسفل إلا بواسطه العالم الأعلى، وكان يقول: ما خاطبك قط كونا، وخاطبك إلا بغير حقيقتك الأصلية إلا الحقائق، فإنك لا تتلقاها إلا بغير ذاتك الأصلية، وكان يقول: لو باشر صريح الحقائق قلب المريد الصادق لم تسعه الأكوان، وكان يقول: إذا علمت الحقيقة لم تظهر إلا على أشرف الخليقة كما أن نور النبي صلى الله عليه وسلم لما كان أعلى الأنوار لم يظهر إلا على أشرف الأبشار صلى الله عليه وسلم وكان يقول: استقرار الحقيقة في ذهن السامع أكثر من استقرارها في ذهن الناطق لأن الناطق بها يشاهدها عينا فيقل زمن مكثها عنده، والسامع يأخذها من شهادة، فيطول زمن مكثها عنده، وكان يقول: متى لاح لك نور، فاستصحب منه شهودا، أو محبة فقد حصل لك نصيب من ذلك، وكان يقول: الأنوار العرفانية بارزة من غير محل البشرية، فإن أردت أن تلقيها، فلا تجعل البشرية شرطا فيها، وكان يقول: متى سمعت كلاما عن رجل في كتاب، أو نقل، فإن لم يكن له نسبة في شهود حقيقته لم تنتفع بكلامه، وكان يقول: إذا عرض الكون الدنيوي
Bogga 167