Lawaqih Anwar
الطبقات الكبرى المسماة بلواقح الأنوار في طبقات الأخيار
Daabacaha
مكتبة محمد المليجي الكتبي وأخيه، مصر
Sanadka Daabacaadda
1315 هـ
لوقت قد مضى عليه أو لوقت يريد أن يستقبله أو للوقت الذي هو فيه.
قلت: ومعنى ذلك أن من شأن الفقير أن لا يكون مقصوده بالأكل محض قضاء الشهوة، والتبسط إنما كله ضرورة، والله أعلم.
وكان رضي الله عنه يقول: عليكم بصحبة الفقراء فإنهم كنوز الدنيا، ومفاتيح الآخرة رضي الله عنه.
ومنهم أبو العباس بن القاسم بن مهدي
رحمه الله تعالى
ابن بنت أحمد بن سيار رحمه الله كان من أهل مرو، وهو شيخهم، وأول من تكلم عندهم في حقائق الأحوال، وكان فقيها عالما كتب الحديث ورواه، وصحب أبا بكر الواسطي، وإليه كان ينتمي في علوم هذه الطائفة، وكان من أحسن المشايخ لسانا في وقته يتكلم في علوم التوحيد، ولجميع من يلوذ به من أهل السنة والجماعة .
مات رضي الله عنه سنة اثنتين وأربعين وثلاثمائة، وكان رضي الله عنه يقول: كيف السبيل إلى ترك ذنب كان عليك في اللوح المحفوظ مخطوطا، وكيف السبيل إلى صرف قضاء دين كان به العبد مربوطا، وقيل له يوما بماذا يروض المريد نفسه؟ فقال رضي الله عنه: بالصبر على الأوامر، واجتناب النواهي وصحبة الصالحين، وخدمة الرفقاء، ومجالسة الفقراء، والمرء حيث وضع نفسه.
وكان رضي الله عنه يقول: حقيقة المعرفة الخروج عن المعارف، وكان رضي الله عنه يقول: ما التذ عاقل قط بمشاهدة لأن مشاهدة الحق فناء ليس فيه لذة، ولا التذاذ، ولا حظ، ولا احتظاظ، وكان رضي الله عنه يقول: ما نطق أحد عن الحق إلا وهو محجوب عن الحق، وكان رضي الله عنه يقول: الخطرة للأنبياء، والوسوسة للأولياء، والفكرة للعوام، وكان رضي الله عنه يقول: ظلمة الأطماع تمنع أنوار المشاهدة، وكان يقول: لباس الهداية للعامة ولباس الهيبة للعارفين، ولباس الزينة لأهل الدنيا، ولباس اللقاء للأولياء، ولباس التقوى لأهل الحضرة قال تعالى: " ولباس التقوى ذلك خير " وكان رضي الله عنه يقول: من دقق النظر في دينه وسع عليه الصراط في دقته ومن وسع النظر في دينه ضيق عليه الصراط في دقته، ومن غاب عن حقوقه بحقوقه غاب عن كل شدة، وعقوبة.
رضي الله عنه.
ومنهم أبو بكر بن داود الدينوري الرقي
رحمه الله تعالى
أقام بالشام، وكان من أقران أبي علي الروذباري إلا أنه عمر زيادة على مائة سنة صحب أبا عبد الله بن الجلاء وأبا بكر الرقاقي الكبير، وأبا بكر المصري غير أنه كان ينتمي إلى ابن الجلاء أكثر، وكان من أجل مشايخ وقته، وأحسنهم حالا، وأقدمهم صحبة للمشايخ.
مات رضي الله عنه بعد الخمسين، والثلاثمائة، وسئل رضي الله عنه عن الفرق بين الفقر، والتصوف فقال: الفقر حال من أحوال التصوف فقيل له: ما علامة المتصوف فقال: أن يكون مشغولا بما هو أولى في كل وقت، وكان يقول: إذا انحط الفقراء عن حقيقة العلم إلى ظاهر العلم أساءوا الأدب مع الله تعالى، في أحوالهم بخلاف غيرهم، وكان رضي الله عنه يقول: أهل المعرفة أحياء لحياة معروفهم فلا حياة حقيقة إلا لأهل المعرفة لا غير رضي الله عنه.
ومنهم أبو محمد عبد الله بن محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن الرازي
رحمه الله تعالى
عرف بالشعراني رضي الله عنه رازي الأصل، ومولده ومنشؤه بنيسابور صحب الجنيد، وأبا عثمان الحيري، ورويما، ومحمد بن الفضل، وسمنون، والجوزجاني، ومحمد بن حامد، وغيرهم من مشايخ القوم، وهو من أجلة أصحاب أبي عثمان، وكان أبو عثمان رضي الله عنه يكرمه كثيرا، ويبجله، ويعرف له محل وكان من كبار مشايخ نيسابور، في وقته له من الرياضات ما يعجز الأسماع، وكان عالما بعلوم هذه الطائفة، وكتب الحديث الكثير، وكان ثقة نقيا مات رضي الله عنه سنة ثلاث وخمسين وثلاثمائة، وقيل له مرة ما بال الناس يعرفون عيوبهم، ويحبون ما هم فيه، ولا ينتقلون عن ذلك، ولا يرجعون إلى طريق الصواب فقال رضي الله عنه لأنهم اشتغلوا بالمباهاة بالعلم، ولم يشتغلوا باستعماله، واشتغلوا بأبحاث الظواهر، وتركوا أبحاث البواطن فأعمى الله تعالى قلوبهم عن النظر إلى الصواب، وقيد جوارحهم عن العبادة، وكان رضي الله عنه يقول: العارف لا يعبد إلا الله تعالى على الموافقة للخلق، وإلا فهو مع الله بما يريد، وكان رضي الله عنه يقول: المعرفة تهتك الحجب بين العبيد، وبين مولاهم رضي الله عنه.
ومنهم أبو عمرو إسماعيل بن نجيد بن أحمد بن يوسف بن سالم بن خالد السلمي رحمه الله تعالى
وهو جد الشيخ أبي عبد الرحمن شيخ القشيري صحب أبا عثمان رضي الله عنه، وكان من أكبر أصحابه ولقي الجنيد وكان من أكبر مشايخ وقته، وله طريقة ينفرد بها عن تلبيس الحال، وصون الوقت، وهو آخر من مات من أصحاب أبي عثمان في
Bogga 102