99

وفيها، وفي أخبار الناكثين والقاسطين والمارقين، أقوى دلالة على /92 وقوع التبديل، وبطلان مايدعونه لكافة الصحابة من التعديل، وأن ماورد في الكتاب العزيز والسنة النبوية من الثناء عليهم والتعظيم لهم والتبجيل، ليس على العموم، كما هو معلوم، بل هو خاص بآل محمد - صلوات الله عليهم - وبمن قام بفرائض الله تعالى، وارتدع عن محارم الله، واستقام على ماأمر الله تعالى به من موجبات الصحابة، وأدى ماألزمه الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وآله وسلم من حقوق القرابة، واستمسك بالكتاب المبين، وعترة الرسول الأمين، الذين هما خليفتاه في الأرض، إلى يوم العرض؛ وإلى هذا أشار الإمام يحيى شرف الدين (ع)، بقوله في القصص الحق:

وكلهم عندنا عدل رضى ثقة .... حتم محبته حتم توليه

إلا أناسا جرى من بعده لهمو .... أحداث سوء وماتوا في أثانيه

من ردة ومروق والخروج عن ال .... أمر الإلهي والقسط المنافيه

ماقلت إلا الذي قد قال خالقنا .... في ذكره أو رسول الله حاكيه

فكل حادثة في الدين قد وردت .... وفتنة وامتحان من أعاديه

الأبيات.

[خبري السفينة]

هذا، وفي معنى ما تقدم إخباره صلى الله عليه وآله وسلم بأن أهل بيته في أمته كسفينة نوح، وباب حطة، وباب السلم.

قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ((مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح، من ركبها نجا، ومن تخلف عنها غرق وهوى)) رواه إمام اليمن الهادي إلى الحق (ع) في الأحكام؛ وهو خبر معلوم بالتواتر، لااختلاف فيه بين الأمة.

ورواه من أئمة العترة (ع) الإمام علي بن موسى الكاظم في الصحيفة، والإمام أبو طالب، والإمام المرشد بالله في أماليهما، والإمام أبو عبدالله الموفق بالله /93 الجرجاني، والإمام المنصور بالله عبدالله بن حمزة في الشافي، وغيرهم (ع) كثير.

Bogga 93