سادسا: وضعت التفسيرات والتنبيهات في الهامش أسفل الصفحة، وعزيت ما هو من المؤلف إليه.
سابعا: وضعت فهرسا للأحاديث، والأشعار، والأعلام، والكتب، ومباحث الكتاب.
ثامنا: اتبعت قواعد التحقيق المتعارف عليها، كالنقطة والفاصلتين الصغرى والمتوسطة، وغير ذلك.
وفي الختام، أسأل الله أن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه لكريم، وأن يرزقنا حراسة الأعمال من المحبطات، وأن يتقبل منا، وأن يطيل في عمر مولانا مؤلف الكتاب - أيده الله تعالى - وأن يثبتنا على نهجه، اللهم اغفر لنا ذنوبنا، وإسرافنا في أمرنا، وصل وسلم على محمد وآله، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.
محمد بن علي عيسى الحذيفي
ليلة الجمعة، 5 رمضان 1421ه
تقديم للسيد العلامة/ الحسن بن محمد الفيشي حفظه الله تعالى
بسم الله الرحمن الرحيم
وسلام على عباده الذين اصطفى
وبعد: فبين يدي هذا لوامع الأنوار، في جوامع العلوم والآثار، وتراجم أولي العلم والأنظار، الموسوعة الفريدة، والمجموعة الوحيدة، بأساسها المكين، وعمادها المتين، وحصنها الحصين، بفنها الجديد، ومغزاها الرشيد، ومغنمها الحميد.
بمستواها الفائق، ومحتواها الخارق، لأبكار الرقائق والدقائق، بوقفتها مع الدليل، وسلوكها مسلك التنزيل، وهداها لسواء السبيل، ببراعتها في التنقيب، ولباقتها في التهذيب، برقتها في الأسلوب، وسهولتها في الإيصال إلى المطلوب، فهي وجامعها كما قيل:
حكم سحابتها خلال بنانه .... هطالة وقليبها من قلبه
كالروض مؤتلقا بحمرة نوره .... وبياض زهرته وخضرة عشبه
حللت وأبرمت، وأوجبت وسلبت، مع قوة في الحبك، ومهارة في السبك، عقود منضودة، ودروع مسرودة، موادها كتاب الله وسنة رسوله، وموضوعاتها تبيان الحق وجيله، حدودها تكشف عن تلك المعالم، ورسومها تزيل التشكيك فيها والمزاعم، رفعت المرتفع، ووضعت المتضع، ما بين تقريب وتبعيد، وتصويب وتصعيد، بمنطقها الجزل، وحكمها العدل.
لم تدع لذي الداء الدوي نقاهة ولا إبلالا، ولا لألد الخصوم منطلقا ولا مجالا، وقفت لهم بالمرصاد، ولذعتهم بألسنة حداد، رمتهم بثالثة الأثافي، ونسفت آثارهم في الفيافي، صبت عليهم حميم الانتقاد، وألزمتهم الاستسلام والإنقياد، رغم التمرد والعناد، شعر:
إذا غضب الفحل يوم الهياج .... فلا تعذلوه إذا ما هدر
غيره:
وما السمر عندي غير خطية القنا .... وماالبيض عندي غير بيض اللهاذم
غيره:
في كل منبت شعرة من جسمه .... أسد يمد إلى الفريسة مخلبا
قام خطيب أطيارها، على منابر أشجارها، فصدح بفصيح أنغامه، ونثر - على رؤوس أوليائه؛ وفطر أعدائه - بليغ سجعه، وبديع نظامه، شعر:
فأسمعهم قولا ألذ من المنا .... وأحلى من المن المنزل والسلوى
مرامي أطرافها مروج ممتعات، ومسارح سرحها هضاب مخصبات، وشوادي بلابلها هواتف جاذبات، شعر:
هذي الحمائم في منابر أيكها .... تملي الهوى والطل يكتب في الورق
والقضب تخفض للسلام رؤوسها .... والزهر يرفع زائريه على الحدق
بنفسجها يريح الأرواح، وشقائقها مراهم تدمل الجراح، يا لها من رياض أريضة، وجنان عريضة، شعر:
أيا حسنها روضة قد غدا .... جنوني فنونا بأفنانها
أتى الماء فيها على رأسه .... لتقبيل أقدام أغصانها
تنهل وتعل، وتسند وترسل، تورد وتصدر، وتحلي وتمر، ناهيك منها بمثير للخبايا، كاشف لما في الحنايا والزوايا، فاتح للبراعم، كاشف لوجوه التمائم، جال لصداها عن الصادح والباغم.
وكيف لا تكون كذلك ومبدعها من لا يشق له غبار، ولا يوقف له على عثار، ولا تطمس منه آثار، ولا تعكس مقدماته وأخباره، ولا يجزر تياره وإن تظاهر مع عدوه أنصاره.
مولانا وشيخنا، الإمام الحافظ الحجة الحلاحل، والسابق المجلي على السباق الأماثل، أبوالحسنين الأمجد، مجد الدين بن محمد، بيض الله غرته، وأجزل في الدارين كرامته وتحفته.
فحي هلا أخي إلى مائدة الحكمة المتنوعة، وملاك الذخائر النفيسات الرائعة، فقد صارت نصب عينيك، وفي متناول يديك، بعد أن كانت هنا وهناك، لا تخضع لطابع هذا الأسلوب، وبعضها في سر أسرار الغيوب، والعدم المحجوب.
فتصدى لها بجهود جهيدة، في مدة مديدة، واستخرجها من أمهاتها، وأصلح منها ما كان قد أخذ منه الزمن، وجلا الصدى عن وجهها المستحسن الحسن، مع ما ضم إليها من روافدها، شعر:
Bogga 4