232

باب مدح البكاء

كان يوسف عليه السلام إذا برح به الحزن على أبيه دخل وصب عبرته ثم خرج.

فصل لأبي بكر الخوارزمي:

إن الفجيعة إذا لم تحارب بجيش من البكاء، ولم يخفف من أثقالها بشيء من الاشتكاء تضاعف داؤها، وزاد عياؤها، وعز دواؤها.

فصل لأبي إسحق الصابي:

إن في إسبال العبرة، وإطلاق الزفرة، والإجهاش والنشيج، وإعلان الصياح والضجيج، تنفيسا من برحاء القلوب، وتخفيفا من أثقال الكروب.

وقال أمرؤ القيس:

وإن شفائي عبرة مهراقة

فهل عند رسم دارس من معول

وقال آخر:

وبكيت ليلة هجرها من وصلها

وجرت مدامع أعيني كالعندم

أبكي وأمسح مدمعي في جيدها

من عادة الكافور إمساك الدم

وقال آخر:

Bogga 237