132

باب ذم البخل

قال الشعبي: ما أفلح بخيل قط؛ أما سمعتم قول الله تعالى:

ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون*

. وقال المأمون لمحمد بن عبد الله المهلبي: بلغني أنك متلاف، فقال: يا أمير المؤمنين منع الجود، سوء ظن بالمعبود: وهو تعالى يقول: وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين

. ويقال: البخيل أبدا ذليل. ويقال: لا مرؤة لبخيل. ويقال: شر أخلاق الرجال البخل والجبن، وهما من أخلاق النساء. وقال الجاحظ: البخل والجبن غريزة واحدة، يجمعها سوء الظن بالله. وقال غيره: البخل يهدم مباني الكرم. وقال ابن المعتز: بشر بمال البخيل بحادث أو وراث. وقال أيضا: أبخل الناس بماله، أجودهم بعرضه. وقال الشاعر:

وغيظ البخيل على من يجو

د لأعجب عندي من بخله

ومن أمثال العرب: هو يحسد أن يفضل، ويزهد أن يفضل.

ومن قولهم: هو يمنع دره ودر غيره، ويحسد أن يعطى، ويزهد أن يعطي. وقال بعض الشعراء:

ليس البخيل باخلا بخيره

لكن من من بخير غيره

Bogga 137