============================================================
12 لطائف المنن وهكذا هم أهل التخصيص إن وقع منهم أمر مثل هذا ونحوه فهو من حسن اختيار الله لهم حتى يفتح بهم السييل للعباد، وكما أن من حسن اختيار الله لآدم أكله من الشجرة بعد أن تهى عنها حتى يتوب من الفعل فيكون قدوة للتائبين وحتى يتعرف الله بحلمه فيعلم أنه اكرم الأكرمين يوققه على وجود ستره ولطفه فيعلمه أنه اللطيف الخبير بعباده المؤمنين، وليكون أكل الشجرة سببا فى النزول والنزول سببأ فى الخلافة .
فلذلك قال الشيخ أبو الحسن : اكرم بها معصية أورثه الخلافة، وقال: والله لقد أنزل الله آدم إلى الأرض من قبل أن يختلقه بقوله سبحانه ( إني جاعل في الأرض خليفة) (1) وقد بسطنا القول فى هذا الموضع فى كتاب (التنوير) فلا نعيده.
وقال ظين: إنما بدأ القشيرى فى رسالته بالفضيل بن عياض، وابراهيم بن أدهم، لأنهما كاتا قد تقدم لهما زمن قطيعة، ثم أقبلا فاقبل الله عليهما، فبدأ بذكرهما بسطا لرجاء المريدين الذين كانت قد تقدمت منهم الزلات، وسبقت منهم المخلفات ثم رجعوا إلى استقراع أبواب العتايات، إذا لو يدأ بذكر الجنيد وسهل بن عبد الله التسترى وعتبة الغلام وأمثالهم ممن نشأ فى طريق الله تعالى لقال القاثل: ومن يدرك هؤلاء لم تسبق لهم زلات ولم تقدم منهم الخلفات .
وقال في الحكاية المشهورة عن سمنون العحب أته كان ينشد شعرا: وليس لى فى سواك حظ نكيف ما شتت فاختبرنى فابتلى بعلة وهى احتباس البول فتجلد يوما فزاد الألم، فتجلد الثانى فزاد الألم، فتجلد ثالتا ورابعا والألم يزيد، فهو فى صبيح اليوم الرابع وإذا بإنمان من أصحابه قد أتاه وقال يا سيدى سمعت البارحة صوتك عند دجلة وانت تتغيث إلى الله وتسأل رفع ما نزل بك فجاءه ثان وثالث ورابع، ولم يكن هو بأل فعلم أنها إشارة من الله له بالسؤال، فصار بدور على صبيان الكاتب ويقول: ادعوا لعمكم بكذا، فقال الشيخ: يرحم الله سمنونا عوض ما قال، فكيف ما شئت، فاختبرنى، كان يقول: فكيف ما شئت فاعف عنى، فطلب العفو أولى من طلب الاختبار وقال : فى الحكاية التى ذكرها الأستاذ أبو القاسم القشيرى، قال الجنيد: دخلت على السرى فوجدته متغيرا، فقلت له: ما بالك يا أستاذ متغيرا، فقال: دخل على (0) 1البقرة: 30)
Bogga 122