64

Lataif Macarif

لطائف المعارف فيما لمواسم العام من الوظائف

Baare

ياسين محمد السواس

Daabacaha

دار ابن كثير

Lambarka Daabacaadda

الخامسة

Sanadka Daabacaadda

1420 AH

Goobta Daabacaadda

بيروت

Noocyada

Suufinimo
وقال: واهًا لدارٍ لا مَوْتَ فيها] (^١). وقال يونسُ بنُ عُبيد: ما تَرَكَ ذِكْرُ الموتِ لنا قُرَّةَ عَينٍ؛ في أهلٍ ولا مالٍ. وقال يزيد الرَّقاشي (^٢): أمِنَ أهلُ الجنَّةِ الموتَ فطابَ لهم العيشُ وأمِنوا (^٣) الأسقامَ، فهنيئًا لهم في جوارِ اللهِ طولُ المقامِ. عيوبُ الدُّنيا بادِيةٌ، وهي بعبرها (^٤) ومواعظِها منادِيةٌ، لكنَّ حبَّها يُعمِي ويُصِمُّ، فلا يَسْمَعُ محبُّها نداءَها، ولا يَرى كشفها للغير وإيذاءَها. قد نادَتِ الدُّنيا على نَفْسِها … لو كانَ في العالَمِ مَن يَسْمَعُ كَمْ واثقٍ بالعُمر أفنيتُه … وجَامعٍ بَدَّدْتُ ما يَجْمَعُ كم قد تبدَّلَ نعيمُها بالضرِّ (^٥) والبؤسِ، كم أصبَحَ مَن هو واثقٌ يملِكُها، وأمسَى وهو منها قَنُوطٌ يؤوس. قالت بعضُ بناتِ مُلوكِ العربِ الذين نُكِبُوا: أصبحنا وما في العرب (^٦) أحدٌ إلَّا وهو يحسُدُنا ويخشانا (^٧)، وأمسينا وما في العربِ أحدٌ إلا وهو يرحمُنا، [ثم قالت: وبينَا نَسُوسُ النَّاسَ والأَمْرُ أَمْرُنا … إذا نحنُ فيهم سُوقَةٌ ليس نُنْصَفُ (^٨) فأفٍّ لدارٍ لا يَدُومُ نَعِيمُها … تقلَّبُ تاراتٍ بنا وتُصرّفُ] (^٩) دخلت أمُّ جعفر (^١٠) بن يحيى البَرمكي على قوم في عيد أضحى تطلُبُ جِلْدَ كَبْشٍ تلبَسُهُ، وقالت: هجَمَ عليَّ مثلُ هذا العيدِ وعلى رأسي أربعمائةِ وصيفةٍ قائمةً، وأنا أزعمُ أن ابني جعفرًا عاقُّ لي. كانت أختُ أحمد بن طولون صاحبِ مصرَ كثيرةَ السَّرَفِ في إنفاقِ المالِ، حتَّى

(^١) ما بين حاصرتين ساقط في (ط). (^٢) في ط: "الهاشمي" خطأ. وهو يزيد بن أَبَان الرَّقاشي، أبو عمرو البصري، القاص، الزاهد، مات قبل سنة ١٢٠ هـ. (^٣) في آ: "وأمنوا من الأسقام". (^٤) في ط: "وهي تغيرها" خطأ. (^٥) لفظ "بالضرّ" لم يرد في آ، ع، ش. (^٦) في ب، ط: "والأرض". (^٧) لفظ "يخشانا" لم يرد في آ، ع. (^٨) في ب: "نعرف". والسوقة: الرعية، وأوساط الناس. (^٩) ما بين حاصرتين سقط من (ط). (^١٠) سيدة جليلة ذات نفوذ وسلطان، كان الرشيد يشاورها مظهرًا لإِكرامها والتبرك برأيها. توفيت في الرقة. انظر أعلام النساء لكحالة ١/ ١٩٦ - ١٩٩.

1 / 71