164

Lataif Macarif

لطائف المعارف فيما لمواسم العام من الوظائف

Baare

ياسين محمد السواس

Daabacaha

دار ابن كثير

Lambarka Daabacaadda

الخامسة

Sanadka Daabacaadda

1420 AH

Goobta Daabacaadda

بيروت

Noocyada

Suufinimo
بالسَّيْفِ، فَلا يَمنعنَّكُم ذلك منه. ورُوي عنه أنَّه قالَ: سوف أذهَبُ أنا ويأتِي الذي بعدِي لا يَتَحمَّدُكم (^١) بدَعْواهُ، ولكنْ يَسُلُّ السَّيفَ فتدخلُونَه طَوْعًا وكُرْهًا. وفي "المسند" عن أبي الدَّرْدَاء (^٢) ﵁، عن النَّبيِّ ﷺ، أن الله ﷿ أَوْحَى إلى عِيسى ﵇: "إنِّي باعثٌ (^٣) بَعْدَكَ أُمَّةً، ان أصَابَهُمْ ما يُحبُّونَ حَمِدُوا وشَكَرُوا (^٤)، وإنْ أصَابَهُم ما يَكْرَهُونَ، احْتَسَبُوا وصَبَرُوا، ولا حِلْمَ ولا عِلْمَ. قال: يا ربّ! كيفَ هذا ولا حِلْمَ ولا عِلْمَ؟ قال: أُعْطِيهم مِن حِلْمِي وعِلْمِي". قال ابنُ إسحاق (^٥): حدَّثني بعضُ أَهْل العِلْمِ أن عِيسَى بنَ مَرْيَمَ ﵇ قال: إنَّ أحَبَّ الأُمَمِ إلى اللهِ ﷿ لأَمَّةُ أحمَدَ. قيلَ له: وما فَضْلُهم الذي تَذكُرُ؟ قال: لم تُذَلَّلْ (^٦) "لَا إلهَ إلَّا اللهُ" على ألسُنِ أُمَّةٍ مِنَ الأُمَمِ تَذلِيلَها على ألسِنَتِهِم. الثالث: مِمَّا دل على نُبوَّتِهِ ﷺ قبْلَ ظُهورِهِ رُؤيا أمِّهِ التي رَأَتْ أنَّهُ خَرَجَ منها نورٌ أضاءَتْ لهُ قُصُورُ الشَّامِ، وذَكَرَ أن أمَّهَاتِ النَّبيِّينَ كذلك يَرَيْنَ. والرؤيا هنا إنْ أُرِيدَ بها رُؤيا (^٧) المَنَامِ، فَقَدْ رُوِيَ أن آمِنَةَ بنتَ وَهْبٍ رَأَتْ في أوَّلِ حَمْلِها بالنَّبِيِّ ﷺ أَنَّها بُشِّرَتْ بأنَّه يَخرُجُ مِنها عندَ وِلادَتِها نورٌ تُضِيءُ له قُصُورُ الشَّامِ.

(^١) في آ: "لا ينجدكم". (^٢) هو عويمر بن زيد بن قيس، ويقال: عويمر بن عامر، ويقال: عويمر بن عبد الله، وقيل ابن ثعلبة بن عبد الله الأنصاري الخزرجي، حكيم هذه الأمة، وسيد القراء بدمشق وهو معدود فيمن تلا على النبيِّ ﷺ وهو معدود فيمن جمع القرآن في حياة رسول الله ﷺ وتصدر للإقراء بدمشق في خلافة عثمان ﵁ وكان قبل البعثة تاجرًا في المدينة، ثم انقطع للعبادة. قال ابن الجزري: كان من العلماء الحكماء. مات بالشام سنة (٣٢) هـ. قال ابن حبَّان: وقبره بباب الصغير بدمشق مشهور يزار قد زرته غير مرة. (^٣) في آ: "أبعث". (^٤) لفظ: "وشكروا، لم يرد في (آ). (^٥) هو محمد بن إسحاق بن يسار القرشي المطلبي، أبو بكر، وقيل: أبو عبد الله، مولى قيس بن مخرمة بن المطلب بن عبد مناف، من أقدم مؤرخي العرب، وكان بحرًا من بحور العلم ذكيًا، حافظًا، طلابة للعلم، أخباريًا، نسابة، علامة، صاحب "السيرة النبوية"، وكل من تكلم في "السيرة" من بعده فعليه اعتماده. ولد في المدينة المنورة، وأخذ العلم عن كبار العلماء فيها، ورحل في طلب العلم إلى أقطار كثيرة إلى أن ألقى عصا الترحال في بغداد، فالتقى بالمنصور، وصنف لابنه المهدي كتاب "السيرة" - التي قام بتهذيبها ابن هشام - وعاش ببغداد إلى أن وافته المنية سنة (١٥١ هـ)، وقيل غير ذلك. (^٦) الذُّلُّ: ضد الصعوبة، وذَلَّ يذلُّ فهو ذلولٌ. (^٧) في ش، ع: "رؤية".

1 / 171