وكذلك الخُماسيُّ والسُّداسيّ نحو: (انْطَلَقَ) و(اسْتَخْرَجَ)، تقول منه: (اِنْطَلِق) و(اِسْتَخْرِجْ) . وأمّا الموضع الّذي تفتح فيه فهو إذا كان الفعل الماضي رُباعيًّا فتقول مِن أَكْرَم: (يُكْرِم)، (أَكْرِم)، قال تعالى: ﴿وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللهُ إِلَيْكَ﴾ ١. فَصْلٌ: وإنْ أمرت من فِعْلٍ مُضاعَفٍ لمذكّر كـ (شُدَّ) و(غُضّ) فلك فيه وجهان: فَكُّ التّضعيف٢؛ تقول: (اشْدُدْ) و(اغْضُضْ) بسكون آخره. وإبقاؤه على٣تشديده؛ فتقول: (غُضَّ البصر) . وفي آخره وُجوهٌ: الأَوّل: كسره لالتقاء السّاكنين كما تقدّم. الثّاني: إتباع حركة ما قَبْلَهُ - وهي الضّمّ -، فتقول: (غُضُّ البَصَر) . الثّالث: الفتحة طلبًا للخِفّة؛ فتقول: (غُضَّ)؛ وعلى [٩/ب] هذا٤ يُنْشَد بيتُ جرير٥:

١ من الآية: ٧٧ من سورة القصص. ٢ الفَكُّ: لغة أهل الحجاز، وبها جاء القرآن غالبًا. يُنظر: التَّتِمَّة في التّصريف ٢٠٤، وشرح الكافية الشّافية ٤/٢١٩٠، وأوضح المسالك ٣/٣٥٠، والأشمونيّ ٤/٣٥٢. ٣ الإدغام لغة تميم. يُنظر: المصادر السّابقة. ٤ أي: على الأوجه الثلاثة. ٥ هو: أبو حزرة، جرير بن عطيّة اليربوعيّ، من فُحول شعراء الدّولة الأمويّة، كان مُجيدًا في النّسيب والمدح؛ وكان من أشدّ النّاس هجاءً؛ ونقائضه مع الفرزدق والأخطل مشهورة؛ وُلد ومات في اليمامة؛ وكانت وفاته سنة (١١٠هـ) . يُنظر: طبقات فحول الشّعراء ٢/٣٧٤، والشّعر والشّعراء ٣٠٤، والأغاني ٨/٥ - ٩٤، والخزانة ١/٧٥.