303

Lamha Fi Sharh Mulha

اللمحة في شرح الملحة

Baare

إبراهيم بن سالم الصاعدي

Daabacaha

عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

1424 AH

Goobta Daabacaadda

المدينة المنورة

ومنوّنًا، كقولك: (عجبتُ من ضَرْبٍ زيدٌ عمرًا) تريد من أن ضَرَبَ زيدٌ عَمْرًا؛ ومنه قولُه تعالى: ﴿أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ يَتِيْمًا﴾ ١، ومنه قولُ الشّاعر:
بِضَرْبٍ٢ بِالسّيُوفِ رُؤُوسَ قَوْمٍ ... أَزَلْنَا هَامَهُنَّ عَنِ الْمَقِيْلِ٣
وقد يعمل مع الألِف واللاّم٤، كقول الشّاعر:

١ الآية: ١٤؛ ومن الآية: ١٥ من سورة البلد.
٢ في أ: فضرب، وهو تحريف.
٣ هذا بيتٌ من الوافر، وهو للمَرَّار بن مُنْقذ التّميميّ.
و(الهام): جمع هامة، وهي الرّأس كلها. و(المقيل): موضع القيلولة، وهي نوم نصف النّهار - هذا في الأصل -، وهو مستعارٌ هنا للأعناق؛ لأنّها مكان استقرار الرّؤوس وسكونها.
والمعنى: أزلنا رؤوس أعدائنا عن مواضع استقرارها، فضربنا بالسّيوف رؤوسهم.
والشّاهد فيه: (بِضَربٍ.. رؤوسَ) حيث أعمل المصدر المنوّن (ضربٍ) عمل فعله، فنصب به مفعولًا به - وهو (رؤوس) -.
يُنظر هذا البيت في: الكتاب ١/١١٦، ١٩٠، والمحتسب ١/٢١٩، وتحصيل عين الذّهب ١٥٨، وشرح المفصّل ٦/٦١، وشرح التّسهيل ٣/١٢٩، وابن النّاظم٤١٧، وابن عقيل ٢/٨٩، والمقاصد النّحويّة ٣/٤٩٩، والأشمونيّ ٢/٢٨٤.
٤ وهو أقلّ من إعماله منوّنًا؛ لأن فيه شبهًا بالفعل المؤكّد بالنّون الخفيفة، وإعماله منوّنًا أقيس.
ينظر: شرح التّسهيل ٣/١١٥، وابن الناظم ٤١٧، وأوضح المسالك ٢/٢٤١.

1 / 358