Lamha Fi Sharh Mulha
اللمحة في شرح الملحة
Tifaftire
إبراهيم بن سالم الصاعدي
Daabacaha
عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية
Daabacaad
الأولى
Sanadka Daabacaadda
1424 AH
Goobta Daabacaadda
المدينة المنورة
Noocyada
Nahwo iyo Sarfe
فتقول مِن هذا: جاءني أَبَاهُ ومَرَرْتُ بأبَاهُ.
وإنْ جاءَتْ ذُوْ بمعنى الّذي فالأَعْرَفُ فيها البناءُ، كقول الشّاعِرِ:
وَإِمَّا كِرَامٌ مُوْسِرُونَ أَتَيْتُهُمْ ... فَحَسْبِيَ مِنْ ذُوْ عِنْدَهُمْ مَا كَفَانِيَا١
[١٧/أ]
وَقَدْ روى ابن جنِّي٢هذا البيت: "من ذي عِنْدَهُمْ"، يُشِيْرُ إلى إعرابه٣.
١ هذا بيتٌ من الطّويل، وهو لمنظور بن سحيم الفَقْعَسيّ، وبعده:
وَإِمَّا كِرَامٌ مُعْسِرُونَ عَذَرْتُهُمْ ... وَإِمَّا لِئَامٌ فَادّخَرْتُ حَيَائِيَا
والمعنى: التّمدُّح بالقناعة، والكَفُّ عن أعراض النّاس؛ يقول: النّاس ثلاثة أنواع: موسِرون كرام فأكتفي منهم بمقدار كفايتي، ومعسرون كرام فأعذرهم، وموسرون لئام فأكفّ عن ذمّهم حياء.
والشّاهد فيه: (من ذو) فإنّها هُنا اسم موصول بمعنى (الّذي)، مبنيّة على سكون الواو في محلّ جرٍّ بـ (مِن) .
وقد روي البيت بإعرابها (من ذي) حملًا على ذي بمعنى (صاحب) .
يُنظر هذا البيت في: ديوان الحماسة ١/٥٨٤، وشرح المفصّل ٣/١٤٨، والمقرّب ١/٥٩، وشرح الكافية الشّافية ١/٢٧٤، وابن النّاظم ٣٦، وأوضح المسالك ١/٣٠، والتّصريح ١/٦٣، والهمع ١/٢٨٩.
٢ هو: عثمان بن جِنِّي، أبو الفتح، النّحويّ، من أحذق العلماء بالنّحو والتّصريف؛ لزم أبا عليّ الفارسيّ، ولَمّا مات تصدّر ابن جِنّي مكانه ببغداد؛ ومن مصنّفاتة: الخصائص، وسرّ صناعة الإعراب، والمنصف في شرح تصريف المازنيّ، والمحتسب؛ توفّي سنة (٣٩٢هـ) .
يُنظر: نزهة الألبّاء ٢٤٤، وإنباه الرّواة ٢/٣٣٥، وإشارة التّعيين ٢٠٠، وبُغية الوُعاة ٢/١٣٢.
٣ "ذكر ابن جنّي أن بعضهم يعربها". قاله ابن مالك في شرح الكافية الشافية١/٢٧٤؛ ونسب رواية البيت له بالياء معربًا في شرح عمدة الحافظ١/١٢٢؛ حيث قال: "هكذا رواه ابن جنّي بالياء معربًا، ورواه غيره بالبناء". وينظر: ابن الناظم ٨٨، وتخليص الشواهد ٥٤، وتعليق الفرائد٢/٢٠٦، والتصريح١/٦٣.
1 / 170