Lamahat Min Hayat Ibn Taymiyya

Cabdulraxmaan Cabdulqaaliq d. 1442 AH
8

Lamahat Min Hayat Ibn Taymiyya

لمحات من حياة شيخ الإسلام ابن تيمية

وقد رأيت من واجبي قياما بحق إمام من أجل أئمة الأمة الإسلامية لا يوجد اليوم مسلم يعرف التوحيد حقا إلا وهو مدين له بالعلم والفضل فهو الذي أنار للأمة بعده طريق الله بعد تمالأ الباطنية والقرامطة والغلاة والرافضة، والصوفية، والحلولية، والمتفلسفة على إفساد دين المسلمين وطمس طريق رب العالمين، فقام في هذه الأيام يصاول كل هذا الباطل بقلمه السيال، ونور كلماته الوقاد، وسيفه القاطع فما أبقى لهم شبهه إلا ورفعها، ولا تلبيسا إلا وكشفه، ولا ظلاما إلا وبدده. أقول رأيت من واجبي أن أقتبس جذوة من نور هذا الشيخ الجليل، وأعرض على ناشئتنا الإسلامية لمحة من أضوائه اللامعة ولست في هذا إلا قابسا من جذوته، وناقلا عمن كتب عنه، وإني لأرجو في مستقبل حياتي إن أطال الله في عمري أن أجمع ترجمة مستفيضة له أجعل القارئ يعيش بها مع هذا الرجل حياته ساعة بساعة، ويجلس في حلقات علمه تلميذا حلقة حلقة، ودرسا درسا، ولعل الله أن يمكنني من ذلك وأما الآن فإلى هذه اللمحات من حياة شيخنا وأستاذنا شيخ الإسلام أحمد عبدالحليم بن تيمية رحمه الله.

كتبه: عبدالرحمن عبدالخالق

الكويت الأحد 15صفر 1404ه

الموافق 20/11/1983

الباب الأول

ابن تيمية: الإعداد الرباني

أول ما يطالعنا في دراسة حياة شيخ الإسلام ابن تيمية هو هذا الإعداد والعناية الربانية التي كلأت هذا الإمام منذ أن كان صغيرا وإلى أن توفاه الله سبحانه وتعالى وهذا ما يكاد يجمع عليه كل الذين ترجموا له. وكتبوا عنه ممن أراهم الله حقيقة هذا الرجل العجيب فكأن كل الظروف والأحداث كانت تتهيأ لاستقبال هذا المجدد.. ولا شك أن القارئ الذي سيستمر معنا مطالعا هذه المقتطفات واللمحات من حياة شيخنا شيخ الإسلام سيخرج بهذه النتيجة.

Bogga 8