Lamahat Min Hayat Ibn Taymiyya

Cabdulraxmaan Cabdulqaaliq d. 1442 AH
105

Lamahat Min Hayat Ibn Taymiyya

لمحات من حياة شيخ الإسلام ابن تيمية

والثاني: أن أهلها يعذبون فيها مدة ثم تنقلب عليهم وتبقى طبيعة نارية لهم يتلذذون بها لموافقتها لطبيعتهم، وهذا قول إمام الإتحادية ابن عربي الطائي.

قال في فصوصه: الثناء بصدق الوعد لا يصدق الوعيد والحضرة الإلهية تطلب الثناء المحمود بالذات، فيثني عليها بصدق الوعد لا بصدق الوعيد بل بالتجاوز {فلا تحسبن الله مخلف وعده رسله} (إبراهيم:47)، لم يقل وعيده بل قال {ونتجاوز عن سيئاتهم} (الأحقاف:16)، مع أنه توعد على ذلك، وأثنى على إسماعيل بأنه كان صادق الوعد وقد زال الإمكان في حق الحق من طلب المرجح:

فلم يبق إلا صادق الوعد وحده وما لوعيد الحق عين تعاين

إن دخلوا دار الشقاء فإنهم على لذة فيها نعيم مباين

نعيم جنان الخلد والأمر واحد وبينهما عند التجلي تباين

يسمى عذابا من عذوبة طعمه وذاك له كالقشر والقشر صاين

وهذا في طرف والمعتزلة الذين يقولون لا يجوز على الله أن يخالف وعيده بل يجب عليه تعذيب من توعده بالعذاب في طرف، فأولئك عندهم لا ينجو من النار من دخلها أصلا، وهذا عنده لا يعذب بها أحد أصلا. والفريقان مخالفان لما علم بالاضطرار أن الرسول جاء وأخبر به عن الله عز وجل.

الثالث: قول من يقول إن أهلها يعذبون فيها إلى وقت محدود ثم يخرجون منها ويخلفهم فيها قوم آخرون، وهذا القول حكاه اليهود للنبي صلى الله عليه وسلم فأكذبهم الله تعالى في القرآن فيه:

فقال تعالى: {وقالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودة قل أتخذتم عند الله عهدا فلن يخلف الله عهده، أم تقولون على الله ما لا تعلمون* بلى من كسب سيئة وأحاطت به خطيئته فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون} (البقرة:80،81).

وقال تعالى: {ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يدعون إلى كتاب الله ليحكم بينهم. ثم يتولى فريق منهم وهم معرضون* ذلك بأنهم قالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودات وغرهم في دينهم ما كانوا يفترون} (آل عمران:23،24).

Bogga 107