الدين يا عقبى إنما هو الذي يقف بصاحبه على مواقف السلامة قال الله تعالى (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر) فلا يتسلسل أمر الخيرية إلا فيما اعتصم وأخلص وعرف الحق وبادر إليه فهو الجدير بهذه الخيرية وأما أنت يا عقبى فقد تركت الدين ولم تقف عند هذا الحد بل طعنت عليه والطاعن على الدين عدو الدين فأنت إذا عدو الدين عدو نفسك ومن كانت هذه أخلاقه فلا ترجى له مودة عند خلخائه وأشياعه وأوليائه .
أنف العلماء المقلدون للفرق من قبول الحق ممن شهد لهم الكتاب والسنة بأنهم أهل الحق الذي لا مرية ولا شائبة فيه وقطعوا عذر من خالفهم في باطلهم ومتناقضاتهم وأصروا على أنهم لا يبالون إلا بحظ الدنيا فآثروا باطلهم على الحق وأصروا على جمودهم .
بلغ من تهور العقبي الجزائري أن وصل بتهوره الشائن إلى أقصى حدود الغباوة التي يبرأ منها مدعى العقل فانه شن على دين الله القويم غارة شعواء يريد أن يطفئ بها نور الله المشرق على رؤوس أهل دينه رجال العصابة الإباضية الوهبية ويأبى الله الا ان يتم نوره في كل زمان وأوان ولو كره الملحدون الكافرون المكابرون الفاسقون .
أما جنود هذه الغارة فلم تتأيد بالنصر مطلقا أمام سيوف الحق وإنما أثارت سواكن النفوس فاستسخطت عليه القلوب ولو لم يكن إلا سخط الشيخ الإمام عليه أكفى في تعقيب غضب الله عليه لان الله تعالى يغضب لغضب أوليائه كما يغضب لدينه فتحتوش العقبى ظلل عذاب السماء ولا ناصر له من بأس الله إن جاءه نعوذ بالله من عقوق أولياء الله . من صح له نصيب من الفضائل يا عقبي وظهر في الإنسانية بمظاهر العقل الذي هو مرآة الإنسان أذاع الله تعالى عنه تلك المظاهر الفاضلة بين خلقه وحسب أستاذنا الأعظم شيخنا اطفيش من الله تعالى ذلك الفضل والعكس بالعكس .
Bogga 5