الطبقة الخامسة والعشرون
...
ومن هنا أوائل الطبقة الخامسة والعشرين:
العفيف المطري١ عبد الله بن محمد بن أحمد بن محمد بن خليف بن عيسى بن عساس بن يوسف بن بدر بن علي بن عثمان الأنصاري السعدي العبادي الإمام العلامة الحافظ عفيف الدين أبو السيادة رئيس المؤذنين بالحرم الشريف النبوي: ولد في رابع عشر من شوال سنة ثمان وتسعين وستمائة بالمدينة النبوية، اشتغل وحصل وطلب الحديث فاعتني به وبالتواريخ فحصل منها جملة صالحة، سمع بعدة بلاد منها مكة على الفخر التوزري والرضي الطبري وغيرهما، وبالمدينة الشريفة على جماعة منهم أبوه وبدمشق على أبي بكر بن الشيرازي والقاسم بن عساكر والحجار وعدة وببيت المقدس على جمع منهم زينب بنت سكر، وبمصر على علي بن يوسف الختني٢ وأبي الحسن الواني ويونس الدبوسي وغيرهم وببغداد على جمع، وحدث وسمع منه جماعة من الفضلاء منهم شيخنا أبو بكر بن الحسين وسمع من شيخنا الحافظ أبوعبد الله الذهبي وانتقى عليه جزءًا من مروياته وذكره في معجمه فقال: له فهم وذكاء ورحلة ولقاء وأفادني أشياء حسنة مهمة وذكره أيضًا في المعجم المختص فقال: العالم الفاضل المحدث ارتحل في سماع الحديث إلى الحرم ومصر والشام وبغداد وكتب وحصل أفادني أشياء حسنة سمعت منه وانتقيت له جزءًا، امتحن في سنة اثنتين وأربيعن وسبعمائة ونُهبت دارة وأخذ منها ما يبلغ مائة ألف درهم فيما قيل وحبس ثم أطلق ولطف الله تعالى به وقتل خصمه، وقال شيخنا الحافظم أبو زرعة بن العراقي: طلب الحديث وعني به وبالتورايخ وحصل منها جملة صالحة وإنه من أهل الصلاح والتقوى وكرم النفس والإحسان إلى الخلق والإيثار وتلقي أهل الصلاح الواردين إلى المدينة على أتم الوجوه. انتهى٣. توفي
_________
١ الدرر الكامنة ٢/ ١٧٣ "٢٢٠٢".
٢ قال الطهطاوي: وهو جمال الدين أبو المحاسن يوسف بن عمر بن حسين بن أبي بكر الختني ثم المصري "المتوفى بها سنة ٧٣١ عن ٨٦ سنة" وهو أحد المسندين الذين كانوا بمصر في زمن واحد ومنهم أبو الحسن الواني ويونس الدبوسي اللذان ذكرهما المؤلف بعده وهما نور الدين أبو الحسن علي بن عمر بن أبي بكر الواني ثم المصري "المتوفى بها سنة ٧٢٧ عن ٩٢ سنة" وفتح الدين أبو النون يونس إبراهيم بن عبد القوي بن قاسم بن داود الكناني العسقلاني ثم المصري الدبابيسي "المتوفى بمصر سنة ٧٢٩ عن ٩٢ سنة".
٣ قال ابن رافع: جمع كتابًا سماه "الإعلام فيمن دخل المدينة من الأعلام".
1 / 96