43

وكانت لادياس قد عرفت حبيبها من أول نظرة، فلا تسل عن فرحها به وشدة سكرها من فرط السرور، ولكنها تركت كلمة الفصل في الموقف لوالدها الملك.

وكان أورستان قد عرف حماس أيضا بمجرد النظر إليه، فهمس في أذن الملك بذلك، ثم دار بينهما حديث قصير كانت نتيجته أن أورستان تقدم حتى استقبل الأميرة، وخاطبها بصوت يسمع الملأ، فقال: باسم مولاي الملك أسألك يا مولاتي الأميرة: هل هذا منقذك حماس؟

الأميرة: نعم هو بعينه.

قال أورستان: وهل ترضين أن يكون قرينك الكريم.

قالت الأميرة: بعد مشيئة جلالة الملك.

قال أورستان: كذلك شاء الملك فتقدموا أيها الكهنة العظام، وأدوا عملكم بيمن وسلام.

قال بهرام: ولكني أيها الوزير لا أزال على دعواي بإنقاذ الأميرة، وإني أنا نجيتها من الغم لا هذا الرجل، وقد وعدني الملك بالقران فلا يفكه من وعده إلا قرار القضاء، إن كان في البلاد شرائع ولها قضاة.

فحين سمع الملك والشعب هذه العبارة حاروا ودهشوا، وتحولت أبصارهم إلى حماس ينظرون ما يكون من جوابه، فالتفت الفتى إلى منازعه وقال: البلاد أيها الأمير عامرة بعدل الملك ملآنة من قضاته العادلين، ولكن مسائل الشرف والشهامة يفصل فيها بطريق الشرف والشهامة، فإن كان ولا بد فإن السيف بيننا وهو خير الحاكمين.

قال بهرام: وأنا قابل حكمه.

قال حماس: إذن فاخرج بنا خارج الهيكل، وهناك تعطي السعادة من تشاء وتمنع من تشاء.

Bog aan la aqoon