Laali Saniyya Fi Tahani Sultaniyya
اللآلئ السنية في التهاني السلطانية
Noocyada
وفي الساعة العاشرة إلا ثلثا صباحا وطئت قدمه أرض الأزهر الشريف من بابه العمومي وأمامه وخلفه حضرات الياوران الكرام ومن ذكرنا من الوزراء والعلماء وجميع موظفي الأزهر، وما زالوا سائرين بين يدي عظمته حتى وصل إلى مكان التدريس في البناء الواسع القديم الذي تشرف عليه القبلة القديمة وهي التي وضعها جوهر قائد جيوش المعز لدين الله الفاطمي. فأخذ يشرف على إلقاء الدروس ويمعن النظر في إلقاء الشيوخ ويستفهم ويستفسر عن الجزئيات قبل الكليات إلى أن انتهى من هذه الجهة. ثم صعد إلى البناء الجديد الذي يسمى في عرف الأزهريين ب (الليوان) فتفقد الدروس فيها، وأخذ يستفهم من حضرات العلماء عن أسماء الكتب التي يدرسها كل عالم، ويستفهم في أثناء ذلك من عطوفة رئيس الوزراء وسعادة وزير الأوقاف عن حالة الأزهريين والأزهر، حتى إذا ما انتهى من هذه الزيارة شرف بالزيارة رواق الشراقوة فرواق المغاربة فرواق الأتراك فالكتبخانة الأزهرية. ثم أمر عظمته بتحريك الركاب العالي لزيارة جامع المؤيد وهو أحد المعهدين المخصصين للقسم النظامي، وعند ذلك أظهر لفضيلة شيخ الأزهر سروره من حالة التدريس ووعد بأن يزور الأزهر مرات عديدة ليقف بالتدقيق على حالته ليمضي أمره العالي في إدخال الإصلاح. فشكر فضيلة الشيخ لعظمته باسم الأزهر والعلماء هذا التنازل السلطاني وما يؤمل الأزهريون من الخير لمعهدهم على يدي عظمته، وقد استغرقت زيارة عظمته للأزهر ثلاثين دقيقة. •••
وفي الساعة العاشرة و15 دقيقة وصل عظمته إلى جامع المؤيد فاستقبل استقبالا حافلا وأدت له الجند التحية العسكرية. ثم ألقى حضرة الأستاذ الفاضل الشيخ علي سرور الزنكلوني أحد مدرسي القسم النظامي لسنته الرابعة بين يدي عظمته الخطبة الآتية:
يا عظمة مولانا السلطان أعانك الله وأعز بك مصر والإسلام!
مولانا إن يوما يممت فيه بيوت الله لتفقد طلاب العلم وحالة العلماء لهو يوم العيد الأكبر عندهم.
وإن قلوبهم لتحيي عظمتك بالدعاء كما أحييت آمالهم بهذه الحظوات المباركة وهذا الإحسان العظيم.
وإن دولة العلم أصبحت مدينة لعظمتك دينا لا تستطيع الوفاء به مهما رفعت من أعلام الشكر وضجت بالدعاء، كما أن مصر رهينة لعظمتك في دين مكارمك وإحسانك من مهدك إلى سلطنتك. لهذا وجب علينا شكرا للنعمة أن نبتهل إلى الله تعالى في كل آن بهذا الدعاء:
اللهم أدم حياة عظمة مولانا سلطان مصر حسينا الكامل الأول، اللهم أيد به ملك مصر وأعز بعظمته الإسلام والمسلمين، اللهم باعد بينه وبين كل هم وكدر كما باعدت بين السماء والأرض، واحفظ لعظمته دولة نجله ووزراءه ورجال حكومته ولا سيما مولانا شيخ الجامع الأزهر آمين والحمد لله رب العالمين.
فأمن الطلبة على هذه الدعوات الصالحة، وأجابه عظمة مولانا السلطان بما خلاصته: إنه يريد خير الجميع، وإنه لا يميز بين أحد من رعيته، وإنه يريد أن يتعلم هؤلاء الطلبة ليكونوا رجالا لدينهم ووطنهم. ووضع يده على رأس أحد الطلبة وقال: «أريد أن يتعلم هذا» فأبرقت أسرة الحاضرين، ثم انتقل إلى درس آخر فتلا بين يديه أحد الطلبة: هو الشيخ كامل عبد العال عبد الله من شبشير مركز منوف منوفية، بعض أبيات ضمنها دعاء صالحا لعظمته، فسر منها كثيرا، وشجع هذا الطالب بكلمات عذبة وطلب منه ومن إخوانه أن يتعلموا، ووعدهم بأنه سينظر في ترقية أمور هذا القسم مع الأزهر. ثم انتقل إلى درس آخر فاستقبله أحد الطلبة: هو الشيخ محمد النشيف، بالنشيد الذي استقبل به النبي
صلى الله عليه وسلم
وهو:
Bog aan la aqoon