Laali Saniyya Fi Tahani Sultaniyya
اللآلئ السنية في التهاني السلطانية
Noocyada
لقد مضى زمان كانوا يقولون فيه «بدوي وفلاح»، فاجعلوا نصب عيونكم الخضوع لنظامات البلاد وقوانينها خضوعا تاما، ولا تقولوا إننا عرب أتينا من الغرب، بل أريد منكم أن تعدوا أنفسكم من الأهالي لأنكم متمتعون بكل حقوق البلاد، فكل واحد منكم لا يريد أن يعد نفسه مصريا، ولا أن يخضع لنظامات البلاد وقوانينها، فما عليه إلا أن يرتحل عنها ويتركها. هذا ما تريده حكومتي وهذا كلام بالعربي، أفهمتم؟
ثم التفت إلى الحاضرين وظل ينصح فقال:
إننا نرغب في تقدم البلاد فبماذا تتقدم؟ تتقدم البلاد بالتضامن والاتحاد، وذلك لا يكون إلا بترك الأحقاد الجنسية. كلنا مصري بقطع النظر عن العقائد والأديان، فأنا في عقيدتي مسؤول عن نفسي وأمام الله وحده، أما أمام الوطن فكلنا مسؤولون ومتضامنون في المسئولية على السواء، فاعلموا أن الاختلاف في المصالح باختلاف المعتقدات فكرة قديمة لا مكان لها الآن.
اعلموا أنني جربت الحلو والمر ونتيجة اختباري أن السعادة هي من عند الله يأتيها من يشاء وليس للعبد فيها يد، فاعملوا جميعكم يدا واحدة وألقوا اتكالكم على الله. ها أنا اليوم لم أصنع شيئا لنفسي ولكن إرادة الله هي التي سببت الحال التي أنا فيها الآن.
يجب أن أضع كتفي إلى كتف الفلاح لابس الجلابية البيضاء واللباس لأن هذا ما تقتضيه حالة البلاد.
يا حضرات الأعيان: الحكومة ستجعل كل اهتمامها منصرفا إلى إسعاد البلاد، ولكن عليكم أن تصبروا ولا تستعجلوا. إن الحال التي دخلت فيها مصر الآن تجعلنا بمساعدة حلفائنا نعمل كل أمر نافع للبلاد، وسترون إن شاء الله خيرا عظيما. وأنتم يا أهل الفيوم سنهتم لكم بإنشاء المصارف (أليس إنه يلزم لها مصارف يا معبد بك؟ فأجاب: بلى، يا مولانا). سنهتم بالخير للجميع، وإني أعدكم أنني سأزور المديريات لا زيارة ساعات بل زيارات طويلة، وأبحث بنفسي عما فيه نفع الأهلين، فعليكم أن تشدوا أزرنا وتساعدونا بانقيادكم إلى المديرين الذين هم مكلفون خدمتكم وعليهم واجبات لحكومتي، والله نسأل أن يقدرنا جميعا على ما فيه الخدمة ومصلحة الجميع.
فصاح كل من حضر ثلاثا: «ليعيش مولانا السلطان». (8) النطق السلطاني عن الصحف والصحافيين
ولما تشرف أرباب الصحف العربية بمقابلته خاطبهم قائلا:
إني سعيد اليوم لا بالنظر إلى نفسي بل لاجتماعي بأعيان أمتي وبوجوه بلادي وبأرباب الصحف من جملتهم. إن الصحافة التي لها قوة عظيمة وحول وطول في الأمة أتذكر ابتداءها في بلادنا منذ نحو أربعين سنة حين أصدر أبو السعود جريدته، وكنت أقرأها ولم يكن للصحافة عندنا شأن حينئذ، وأما الآن فقد بلغت في بلادنا شأوا رفيعا وأضحت قوة أدبية يعتد بتأثيرها في مجموع الأمة لأنها هي منزلة المربي والمثقف والمهذب للجمهور.
الأحداث المصريون يتعلمون الآن ويتهذبون في المدارس، وأما السواد الأعظم من الأمة فالصحف هي التي تعلمه وتنير ذهنه بما تحويه من النصائح والحكم والأخبار النافعة والأقوال المفيدة. وأنا أرى الناس في المحطات والشوارع وكل مكان يتهافتون على ابتياع الجرائد لقراءتها والاستفادة بما فيها.
Bog aan la aqoon