عندما عاد أبي من الحرب لم يتكلم،
ولكي أفهم سر صمته
ذهبت إلى الحرب التالية ففهمت. «وددت لو أعود لأقول لطفلي - الذي لم يولد بعد - عبارة واحدة فقط.»
من مفكرة عائد
في البداية يكون الغضب هو الدافع للقتل، الكراهية وحدها لا تكفي. يحرص القتلة وتجار الحروب أن تبقى نار الغضب والكراهية مشتعلة. انطفاء شعلة الحرب سيعني اشتعال نار أخرى أشد، هي جحيم الضمير. الضمير سجن لا يمكن الفرار من أسواره. الاعتراف بالذنب يكون حلا وسطا، فربما تخفف زنزانة السجن من الحصار الذي يفرضه سجن الضمير.
في ميادين المعارك يمنحونه الأوسمة؛ لأنه قتل المئات، أما هنا فيحاكمونه لأنه قتل شخصا عن طريق الخطأ. كل ميدالية مشنوقة على الحائط بمثابة جريمة يطلقون عليها بطولة. تنتهي الحرب لكن جحيمها يستعر في داخله. الحرب وسيلة لإدمان القتل، والعودة إلى الوطن منتصرين لا تضع حدا له إلا بعلاج الإدمان في مصحة السلام الدائم.
الجنود يقهقهون لأتفه الأسباب، حتى على نكتة قديمة سمعوها عشرات المرات. يقهقهون لأنهم يعلمون أنها قد تكون ضحكتهم الأخيرة، ومن يضحك أخيرا في الحرب لا ينتصر بالضرورة. الحرب لا تعد بالنصر، حتى لو كانت نتيجتها محسومة سلفا. «كيف ينجب النصر والحرب عقيمة؟!»
جثة
أرسله أبوه للحرب؛
لكي يصبح رجلا. ؟
Bog aan la aqoon