51
وليس بغريب وجود هذا القدر من الزمرد في خزائن القصر، إذا تذكرنا ما كتبه القلقشندي
52
عن خواص الديار المصرية، وأن أعظمها خطرا معدن الزمرد الذي لا نظير له في سائر أقطار الأرض، والذي يوجد عروقا خضرا في تطابيق حجر أبيض بمغارة في جبل على ثمانية أيام من مدينة قوص.
53
ويذكر المقريزي أن الزمرد لم يزل يستخرج من الجبل المذكور حتى زمن الناصر محمد بن قلاون الذي توفي سنة (741ه/1341م). وفضلا عن ذلك فإننا نعرف من الذيل الذي كتبه أبو زيد في القرن الرابع الهجري على وصف رحلة التاجر سليمان إلى الهند والصين، نقول: إننا نعرف من هذا الذيل أن ملوك الهند كان «يحمل إليهم الزمرد الذي يرد من مصر مركبا في الخواتيم مصونا في الحقاق.»
54
وأتيح للجوهريين أن يشهدوا منظرا آخر حين أتي بعقد جوهر فحصوه ورأوا أن قيمته لا تقل عن ثمانين ألف دينار؛ ولكن الوزراء ورؤساء الجند قدروه بألفي دينار غير أن سلكه انقطع، فتناثر حبه والتقطه الحاضرون من الرؤساء، واحتفظ كل منهم لنفسه بشيء منه، على نحو لا ترى الجماعات المنظمة مثاله إلا في أوقات الشدة والثورات.
ومما نهبه رؤساء الجند وكبار الموظفين المعزولين كمية كبيرة من الدر
55
Bog aan la aqoon