من أعمال بلنسية في إسبانيا، وهو محفوظ الآن في متحف اللوفر،
447
ومع أن العثور عليه في الأندلس لا يجعل نسبته إلى وادي النيل أمرا مقطوعا بصحته، فإن الزخارف النباتية ورسوم الوريدات والطيور التي تغطيه، وطراز الكتابة الكوفية على جنبيه،
448
كل ذلك يثبت أنه يمت بصلة كبيرة إلى طراز التماثيل البرنزية التي نحن بصددها الآن، وفضلا عن ذلك فإن إناء على شكل أسد يشبهه كل الشبه محفوظ الآن في متحف فكتوريا وألبرت بلندن.
449
وفي مجموعة المسيو رالف هراري تمثال وعل من العصر الفاطمي، لا يختلف كثيرا عن سائر التماثيل التي وصفناها آنفا.
ولا يسعنا أن نختم الكلام عن هذه التماثيل الفاطمية التي كانت تستخدم للزينة كما كان بعضها مركبا في فسقيات أو يستخدم لحمل الماء، نقول: لا يسعنا أن نفعل ذلك بدون أن نستطرد قليلا فيما أجملناه عن آنية المياه الأوروبية التي كانت تسمى في العصور الوسطى أكوامانيل، فمنذ القرن السادس الهجري (الثاني عشر الميلادي) أخذ الغرب عن الشرق الأدنى هذا النوع من الآنية المجوفة، التي كانت تزود بثقب يدخل منه الماء وآخر يخرج منه، وكان أكثر استعمالها في الكنائس؛ ولكن الأفراد استخدموها أيضا في بيوتهم. والظاهر أن الصليبيين هم الذين أتوا بنماذجها الأولى من الشرق الأدنى إلى الغرب، حيث كان القوم يقبلون على كل جديد طريف، وكان الأسد أحب الحيوانات التي اتخذت هذه الآنية على هيئتها، وأكثرها ذيوعا، كما استخدم الديك
450
والكلب والحصان والوعل والعقاب وغيرها.
Bog aan la aqoon