198

Kunuz Fatimiyya

الكنوز الفاطمية

Noocyada

ليس لدينا إذا تماثيل بمعنى الكلمة، اللهم إلا أمثلة نادرة؛ أغلبها من البرنز، وللعصر الفاطمي فيها النصيب الأوفر؛ ولكنه نصيب لا يعطي إلا فكرة بسيطة وغير تامة عن ازدهار صناعة المعادن عند الفواطم، كما يتجلى لنا في أحاديث المقريزي وغيره، عما كانت تحتويه قصورهم من كنوز ونفائس.

والواقع أن هذه التماثيل الصغيرة من البرنز تكاد تكون جل ما بقي من منتجات صناعة المعادن في ذلك الوقت؛ على أننا نعرف من فصيلتها ما صنع في إيران منذ بداية العصر الإسلامي، وكان يستخدم على الخصوص كمبخرة

427

أو كصنبور لإبريق أو إناء، ولكن الظاهر أن التماثيل الفاطمية كان الغرض منها زخرفيا قبل كل شيء، اللهم إلا حين نرى إناء صنع على شكل طائر أو حيوان، يذكر بما كان معروفا في إيران وما وراء النهرين في نهاية العصر الساساني، وفي فجر الإسلام، وما عرف في الغرب، إبان العصر الفاطمي، باسم أكوامانيل

428

كما ذكرنا في القسم الأول من هذا الكتاب.

429

ومهما يكن من أمر، فإن أشهر التماثيل الفاطمية المعروفة عقاب البرنز الموجود الآن فوق إحدى أروقة الكامبو سانتو (المقبرة أو الجبانة) بمدينة بيزا في إيطاليا، وارتفاعه 105 وطوله 85 سنتيمترا. ويزعمون أنه جلب من مصر إلى شبه الجزيرة الإيطالية على يد عموري ملك بيت المقدس بين سنتي (559-569ه/1162-1173 ميلادية)؛ كما يظنون أنه كان جزءا من فوارة مائية، وعنق هذا العقاب وجناحاه مغطاة بريش على شكل قشور السمك، وجسمه مغطى بزخارف محفورة فيه، يتجلى فيها ميل الفنانين المسلمين إلى تغطية المساحات، وهربهم من تركها بدون زينة أو زخرفة؛

430

كما يتجلى فيها خصب زخارفهم، النباتية منها والهندسية والخطية، فضلا عن رسوم الطيور والحيوانات؛ حتى إن بدن هذا الطائر الجارح يبدو كأن عليه ثوبا من الزخارف قد حبك عليه حبكا بديعا،

Bog aan la aqoon