في هذه اللحظة خرج الطفلان من تحت الطاولة وبدآ يقبلان الطفلة بينما كان العسل يغطي أيديهما ووجهيهما.
قالت الأم وهي تحاول إبعادهما: «ابتعدا ! ستلتصقان كل منكما بالآخر ولن تستطيعا أن تنفصلا أبدا إذا ما لم تتوقفا عن ذلك. اذهبا إلى النبع واغتسلا!» قالت ذلك وهي تصفعهما صفعا تسبب في أن يضحك الطفلان ويقع أحدهما على الآخر وهما يخرجان من الباب.
قالت العمة كلوي: «هل سبق ورأيت طفلين مزعجين بهذا القدر؟» بينما كانت تخرج منشفة وتصب عليها بعض الماء من براد الشاي وبدأت تغسل العسل عن وجه الطفلة ويديها، وبعد أن نظفتها حتى أصبحت الطفلة تلمع، وضعتها في حضن توم، بينما انشغلت هي في رفع طعام العشاء عن المائدة. أما الطفلة فانشغلت في العبث بأنف توم ووجهه ولعبت بيديها البدينة في شعر توم الخشن، وهو شيء بدا أنه يرضيها أكثر.
قال توم بينما أمسكها ومد ذراعيه بها لينظر إليها نظرة كاملة: «أليست طفلة جميلة؟» ثم قام وأجلسها على كتفه وبدأ يثب بها ويراقصها، بينما داعبها السيد جورج بمنديله، أما موس وبيت اللذان كانا قد عادا فقد بدآ يزأران عليها وكأنهما دبان حتى صاحت العمة كلوي قائلة إنهما «كادا يصيبانها بالجنون» بسبب إزعاجهما.
قالت العمة كلوي: «أتمنى أنكما نلتما كفايتيكما» حين كانا يزأران ويتقافزان ويتراقصان، وبدأت تخرج سريرا متحركا على شكل صندوق قذر وقالت: «والآن ادخلا يا موس وبيت إلى السرير؛ لأننا سنعقد اجتماعنا الآن.» «أمي، لا نريد ذلك. نريد أن نحضر الاجتماع.»
قال السيد جورج بنبرة حاسمة وهو يدفع السرير: «لا أيتها العمة كلوي، أدخليه مكانه ودعيهما يحضران.»
احتفظت العمة كلوي بكياستها، وأظهرت سرورها البالغ لأن تدفع بسريرهما الصغير تحت السرير الكبير، وقالت وهي تفعل ذلك: «حسنا، ربما سيفيدهما ذلك.»
والآن كان يتعين النظر في أمر تجهيزات وترتيبات الاجتماع.
قالت العمة كلوي: «ماذا نصنع بأمر الكراسي الآن، أعترف بأنني لا أعلم.» وفيما كان الاجتماع يعقد في كوخ العم توم أسبوعيا ولمدة زمنية طويلة من دون فعل أي شيء يتعلق ب «الكراسي»، فقد بدا أن هناك تحفيزا يوقظ الأمل لاكتشاف طريقة لحل تلك المشكلة في اللحظة الراهنة.
قال موس مقترحا: «لقد كسر العم بيتر العجوز ساقي الكرسي كلتيهما الأسبوع الماضي.»
Bog aan la aqoon