توهج وجه الفتاة فجأة بفعل ضوء الشمعة.
كانت الليلة متلألئة بأضواء النجوم، وكان الطقس باردا نوعا ما، فلفت الأم شالها على طفلها بينما تعلق هو برقبتها في صمت بفعل شعوره بالرعب.
كان الكلب برونو العجوز من سلالة نيوفاوندلاند يرقد عند نهاية الشرفة، فانتصب واقفا وقد أطلق زمجرة خفيضة بينما كانت إلايزا تقترب منه. تحدثت هي إليه في لطف، فتقافز الكلب العجوز يهز ذيله وكان على استعداد لأن يتبعها. كان الكلب على وشك أن يطلق نباحه تعبيرا عن فرحته ودهشته، لكن مد هاري يده الصغيرة وهمس له «هش!» محذرا إياه، وفي لحظات كانت إلايزا تنقر بإصبعها على زجاج نافذة العم توم.
انتفضت العمة كلوي من مكانها وسحبت الستائر فيما صاحت قائلة: «ما هذا؟ يا إلهي، إنها ليزي!»
فتحت العمة كلوي الباب، فتوهج وجه الفتاة فجأة بفعل ضوء الشمعة.
قالت إلايزا لاهثة: «سأهرب أيها العم توم، وأيتها العمة كلوي! وسآخذ طفلي معي. لقد باعه السيد!»
ارتفعت أربع أياد سوداء في استياء وانزعاج بينما قال كل من العم توم والعمة كلوي: «باعه؟»
قالت إلايزا بنبرة حازمة: «أجل، لقد تسللت إلى الخزانة وسمعت السيد وهو يخبر السيدة أنه باع هاري وباعك أنت أيضا يا توم. أوه، عزيزي توم! باعك أنت أيضا!»
شعر توم وكأنه في حلم، ثم أذهلته الصيحة التي أطلقتها زوجته، فوقع على الكرسي وغاص برأسه بين ركبتيه.
قالت العمة كلوي: «ليرحمنا الرب! ما الذي فعله توم لكي يبيعه سيدنا؟» «لم يفعل أي شيء - لم يبعه لهذا السبب. إن سيدنا لا يريد أن يبيعه، وسيدتنا كذلك - إنها سيدة صالحة. لقد سمعتها وهي تتوسل إلى سيدنا وتستجديه باسمنا؛ لكنه أخبرها أن هذا لن يجدي نفعا؛ وأنه كان مدينا لذلك الرجل، وذلك الرجل كان صاحب سطوة عليه؛ وأن سيدنا إذا لم يدفع ما عليه من دين ويسدده، فكان سيضطر لأن يبيعه هذا المكان بكل ما فيه من أشخاص وينتقل من هنا. أجل، لقد سمعته يقول إنه ليس هناك خيار بين بيع هؤلاء الاثنين وبيع كل شيء، وكان الرجل قاسيا عليه في الاختيار.»
Bog aan la aqoon