الملك :
اجلس عن يميني يا كولومب يا أميرال البحر والبر، فأنت جدير بمقام الملوك. إن مآتيك تعجز عنها سطوة السيف، وتنحني أمامها أبهة الملك، إن الرجل بدماغه لا بماله ومجده، وعلى الملوك أن يعظموا أصحاب الأدمغة الكبيرة، فبهؤلاء ركن المملكة وزينتها كما أن الجيش سياجها، لقد عدت يا كولومب وعلى رأسك إكليل غار الظفر، فأهلا وسهلا بك أيها المكتشف، بل الفاتح الأعظم.
كولومب :
لقد كنت يا مولاي سبب هذا الاكتشاف، ولولا عنايتك لم يكن شيء مما كان، فعلى الأجيال والدهور أن لا تنسى نعمتك علي، وعلى الأحقاب أن تطوب جلالة الملكة إذ لها في تلك المساعدة اليد الطولى.
الملكة :
إن ثمرة الاكتشاف تعزينا على أتعابنا، وتكفينا سخرية الأجيال الآتية، فشكرا لثباتك العظيم يا كولومب.
الملك :
هات حدثنا بما نظرت وسمعت أيها القائد.
كولومب :
قد بسطت لجلالتكم في الرسالة تفاصيل رحلتي من إسبانيا إلى حين الاكتشاف، وما صادفته في البحر من المخاطر، وهذه الجريدة أدفعها إلى جلالتك تطالعها على مهل، والآن أبسط على مسامع جلالتك ما اعترضني من المخاطر في رجوعي من العالم الجديد إلى إسبانيا؛ فإن الخطر كان أشد وأعظم!
Bog aan la aqoon