============================================================
ما فضلكم هذا الذى جاورتم الله به فى دارالسلام؟ فيقولون : كتا نتحاب [57 ب ] فى الله وتتواصل فى الله وتتباذل فى الله . فيقال لهم : ادخلوا الجنة فنعم أجر العاملين .
فهذا الثواب الذى لاثواب كمثله، وكذلك قليل من يفعل مثل هذا يحب أخاه لايحبه إلالله ، ويواصله لايواصله إلا لله ، ويبذل ماله لا يبذله إلا لله ، وهولاء من الذين قال الله عز وجل "إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وقليل ماهم ، وما أكثر ما يتحاب الناس ويتواصلون ويتباذلون إلا تصنعا ومكافاة بينهم ورياء وسمعة، وأقضل ذلك ما يشوبه شىء من طلب ثواب الله ، فأما أن يكون ذلك محضا يراد به وجه الله لا غيره فأهل ذلك قليل كما قال جل ثثاؤه، ويليبغى لمن نافس فى الفضائل أن يخلص هذا إذا كان همه وعمله كله لله وينويه لوجهه ويخلصه لطلب ثوابه ، ويجعل أنضل ذلك فى اعتقاده ونيته وطويته فيما يكون للائمة صلوات الله عليهم ، إذكانت الحسنات تضاعف فى ذلك ، واذا أوجب الله تعالى جواره فى دار السلام لمن أحب مؤمنا ووصله ، ففاعل ذلك للإمام أحرى أن يكون ثوابه اكبر وأجره على الله أعظم أضعافا مضاعفة إذا نوى ذلك - كما ذكرنا - واعتقده لوجه وأخلص نيته فيه، وما أيسر أمر الاعتقاد لمن وفقه الله للرشاد مثل أن يجعل من مشى إلى قصر الإمام مرتبأ كان فى ذلك أو متعاهدا إن ذلك السعى وصلة لإمامه [158) وزيارة يريد بها وجه الله وثوابه لا ينوى بذلك غيره، وان كانت له مع ذلك حاجة هناك لم يضره ذلك مع جميل اعتقاده ، كما لم يحعل الله جناحا على من ابتغى الفضل من حجيج بيته القاصدين إليه لا بتغاء ثوابه وكذلك يجعل ما يصلهم به ويدفعه من الواجب عليه فى أمواله، وما تطوع به لله ولوجهه لايريد رياء ولاسمعة ولا يحعله لأمريرى أنه إن لم يفعطله تقص عندهم ، وأخل ذلك به لديهم ، وإن أحبهم لامر ما كان ذلك الحب له جطه لله جل ذكره وابتغاء ماعنده ، وكذلك يحمل جميع أفعاله لهم من جهاد أو خدمة لو نصيحة
Bogga 103