ويحتج لمحمد صلى الله عليه بما أبلغ قومه فيه من الإيمان بما جآء به محمد صلى الله عليه من آيات الله وكتابه ويأمرهم باتباع محمد صلى الله عليه ويبين لهم ما حرفوا من كتب الله في محمد صلى الله عليه والسلطان سلطان آل محمد صلى الله عليه وعليهم وسلم، وقالت المعتزلة: إنه لا يرجع إلى الدنيا وأنه توفاه الله وتأولوا فيه قول الله لا شريك له فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم، وقوله: إني متوفيك ورافعك إلي ومطهرك من الذين كفروا وقال: من خالفهم تأويل إني متوفيك تسليمه له غير مجروح ولا مكلوم ولا مصلوب، كما قال الذين لا يؤمنون أنه صلب وقتل كذبهم الله تبارك وتعالى، فقال: وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم، وأي القولين قيل.
واحتج به محتج فليس فيه بحمد الله زيغان ولا حرج ولا يستنكر من الله تبارك وتعالى أي ذلك ما كان لأن الله تبارك وتعالى ذو الحكمة والبيان.
وسألته: عن قول الله: لا شريك له الرحمن على العرش استوى فقال: هو ملك وعلا، وكذلك تقول العرب: فيمن ملك بلدا وغلب ملكه فيه أنه قد استوى عليه إذ ملك وغلب فيه، وليس يتوهم ما ذكر الله من ذلك استوى مقعد ولا مشابهة في القعود بين الله وبين أحد، وكذلك ثم استوى إلى السماء فهو علوه عليها ونفاذ أمره وخلقه وصنعه فيها.
وسألته: عن قول الله سبحانه: وكان عرشه على الماء وسع كرسيه السموات والأرض فقال: العرش رحمك الله والكرسي فإنهما ملك الله وسلطانه كمال العرش والكرسي مقعد كل ملك ومكانه وليس يتوهم من آمن بالله أن ما ذكر الله سبحانه من كرسيه وعرشه ككراسي خلقه وعروشهم التي كانت تكون مقاعد لهم في ملكهم وكان عرشه على الماء، وكان ملك الله على الماء إذ ليس إلا الماء كما ملكه اليوم على الأرض والسماء وعلى جميع ما فيهما من الأشياء.
وتأويل كرسيه إنما هو وسع ملكه السموات والأرض ووسعه لهما إحاطته بهما، وقدرته عليهما وعلى كل ما فيهما.
Bogga 52