وسألته: عن وقالوا لولا أنزل عليه ملك، وكانوا يقولون: لولا أنزل عليه فيكون معه مشهد فيشهد له من رسالته بما ينكرون، فقال الله سبحانه: ولو أنزلنا ملكا لقضي الأمر فيهم، بأخذهم بما لا ينظرهم يقول تبارك وتعالى: ثم لا يتركون ساعة ولا يؤخرون فما ينفعهم إذا أخذوا إيمانهم بعد رؤيتهم للعذاب وعيانهم، ثم قال سبحانه: ولو أنزلنا ملكا ما اتبعوه إلا أن يروه رؤية ويعاينوه وما كانوا ليروه عيانا إلا أن يجلعه الله مثلهم إنسانا في الصوة والحلية، وما للرجال من الهيئة لا في جميع حدود البشرية، ولكنه في الرؤية والمنظر فقال سبحانه: ولو جعلناه ملكا لجعلناه رجلا وللبسنا عليهم ما يلبسون.
يقول سبحانه: ولو فعلنا ذلك به فجعلناه رجلا كما يعرفون لزادهم ذلك لبسا إلى لبسهم ولما أيقنوا أنه ملك في أنفسهم، ولو نزلنا عليهم الملك على حاله ملكا لما كان أحد منهم معاينا له ولا مدركا إلا أن يأتيهم من الصوة وهيئتها في مثل لباسهم منها فيرونه ويدركونه بمثل دركهم رؤيتهم بها وإلالم يروه ولم يعاينوه أبد ا.
وكيف يرون من كان من المليكة ولم يروا قط من الجن أحدا والجن في احتجابها عنهم أقرب إليهم قربا، والملائكة أبعد عنهم مكانا ومحتجبا وليس يعاين أبدا من الملائكة الحضرة إلا عند الموت الذي ليس بعده تأخير ولا نظرة حين يكشف عن المحضور الغطا ويزول عنه الأخذ والإعطاء فيرى من الحضرة مالم يروا يحدث الله له عند المعاينة لهم بصرا فيعاينهم عند الموت، وفي غمراته وعند ما وقع فيه من غصصه وسكراته كما قال الله سبحانه: وجاءت سكرة الموت بالحق ) ذلك ما كنت منه تحيد.
Bogga 27