ومتى قيل لهم: استهزؤا وسخروا فإنما يراد به فيهم تلعبوا وبطروا في ذلك ما يقول الله سبحانه لرسوله ص، وإن جنحوا للسلم فاحتج لها وتوكل على الله إنه هو السميع العليم. وإن يريدوا أن يخدعوك فإن حسبك الله هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين وألف بين قلوبهم: لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم إنه عزيز حكيم، يقول سبحانه: وإن يريدوا أن يخدعوك فيمكروا بالكذب فيما أعطوك فيعطوك، المسالمة كذبا ويكذبوك بالمخادعة لعلها تلعبافحسبك في ذلك بتأييد الله ونصره، وبما ألف من قلوب المؤمنين على دينه وأمره.
وإذا كان استهزاؤهم ومكرهم إنما هو إخفاؤهم ما يخفون وسترهم من أمرهم لما يسرون وأمور الله استروأ بطن وأخفا عنهم وأكن، وذلك فقد يكون مكرا من الله بهم واستهزا واختداعا من الله لهم صاغرين وأجزا وبذلك كان الله خادعا لمن خادعه لا مخادعا ولا مخدوعا وكان قلب من خادعه سبحانه من العلم بمكر الله به مقفلا مطبوعا ليس فيه لله حذار، ولا عن منكره ازدجار حتى يدها من الله أخذ الله دواهيه ولا يوقن أن شيئا منها يأتيه كما قال سبحانه: ومكروا مكرا والله خير الماكرين.
وقال جل جلاله عن أن يحويه قول أو يناله ومكروا مكرا ومكرنا مكرا وهم لا يشعرون، وانظر كيف كان عاقبة مكرهم أنا دمرناهم وقومهم أجمعين.
وسألت يرحمك الله عن قوله: وإذا خلوا إلى شياطينهم من شياطينهم فإنهم الكبرا والرؤساء منهم وخلوا المبطلين إليهم هو كونهم معهم وفيهم.
وسألت يرحمك الله عن يعلمون الناس السحر، وعن السحر والسحر أمر لا يكون ولا يواتي أهله إلا بعظيم من الكفر والأئمة فيه والمعلمون له فهم الشياطين الكفرة الظالمون، ولذلك يقول منهم من علمه من يريد أن يتعلمه لا تكفر ليكفر إذا كفرنا بإقدام وتصميم بعد النهي بالتوقيف والإبانة للكفر والسحر والتعريف فكفر أهله بعد المعرفة بالتصميم ككفر إبليس فيما صمم من الكفر بالسحر.
Bogga 15