26

Book of Visits by Shaykh al-Islam Ibn Taymiyyah

كتاب الزيارة من أجوبة شيخ الإسلام ابن تيمية

Tifaftire

سيف الدين الكاتب

Daabacaha

دار مكتبة الحياة الطباعة والنشر

المسألة الثالثة

[الدعاء عند القبور والمواضع التي يستجاب فيها الدعاء]

سئل رحمه الله

عن ((الدعاء عند القبر)) مثل الصالحين (١)، والأولياء؛ هل هو جائز أم لا؟ وهل هو مستجاب أكثر من الدعاء عند غيرهم أم لا؟ وأي أماكن الدعاء فيها أفضل؟

فأجاب: ليس الدعاء عند القبور بأفضل من الدعاء في المساجد وغيرها من الأماكن ولا قال أحد من السلف والأئمة: إنه مستحب أن يقصد القبور لأجل الدعاء عندها؛ لا قبور الأنبياء ولا غيرهم؛ بل قد ثبت في صحيح البخاري أن عمر بن الخطاب استسقى(٢) بالعباس - عم النبي صلى الله عليه وسلم - وقال: اللهم انا كنا نستسقي اليك بنبينا فتسقينا وانا نتوسل اليك بعم نبينا فاسقنا فيسقون. فاستسقوا بالعباس كما كانوا يستسقون بالنبي صلى الله عليه وسلم؛ لأنه عم النبي صلى الله عليه وسلم.

وما كانوا يستسقون عند قبره(٣)، ولا يدعون عنده بل قد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في الصحاح أنه قال: ((لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا

(١) يريد: مثل قبور الصالحين ..

(٢) الاستسقاء، طلب السقيا، وهو أن يطلب الإِنسان من الله تعالى على وجه مخصوص إنزال المطر عند شدة الحاجة إليه .

(٣) إذ لم يكن من سنن الاستسقاء أو آدابه أو شروطه الإقامة في مكان بعينه للدعاء والاستسقاء.

26