11

Book of Visits by Shaykh al-Islam Ibn Taymiyyah

كتاب الزيارة من أجوبة شيخ الإسلام ابن تيمية

Baare

سيف الدين الكاتب

Daabacaha

دار مكتبة الحياة الطباعة والنشر

المسألة الأولى

[السلام على النبي وما ورد في زيارة قبره المكرم]

سئل شيخ الإسلام ومفتي الأنام العالم العامل، الزاهد الورع ناصر السنة وقامع البدعة تقي الدين أبو العباس أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن تيمية الحراني رحمه الله ورضي عنه

عن قوله ((من حج فلم يزرني فقد جفاني))؟

[صح عن النبي صلى الله عليه وسلم لفظ السلام عليه، لا لفظ زيارته]

فأجاب: قوله: ((من حج ولم يزرني فقد جفاني)) كذب، فإن جفاء(١) النبي صلى الله عليه وسلم حرام وزيارة قبره ليست واجبة باتفاق المسلمين ولم يثبت عنه حديث في زيارة قبره، بل هذه الأحاديث التي تروى: ((من زارني وزار أبي في عام واحد ضمنت له على الله الجنة)) وأمثال ذلك كذب باتفاق العلماء. وقد روى الدارقطني وغيره في زيارة قبره أحاديث، وهي ضعيفة. وقد كره مالك - وهو من أعلم الناس بحقوق رسول الله صلى الله عليه وسلم وبالسنة التي عليها أهل مدينته من الصحابة والتابعين وتابعيهم كره ــ أن يقال: زرت قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولو كان هذا اللفظ ثابتاً عن رسول الله صلى الله عليه وسلم معروفاً عند علماء المدينة لم يكره مالك ذلك وأما إذا قال: سلمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فهذا لا يكره بالاتفاق، كما في السنن عنه صلى

(١) الجفاء: نقيض البر، وهو القطيعة.

14