أأب الإضافة فهو مثل قول الخضر (فأردت أن أعيبها) [الكهف: 79] وقال: فأردنا أن يبدلهما ربهما) [الكهف: 81] وذلك للاشتراك بين ما يحمد ويذم وقال: فأراد ربك لتخليص المحمدة فيه فأفاد أن الشيء الواحد يكتسب ذما بالنسبة إلى جهة ويكتسب حمدا بالإضافة إلى جهة أخرى، وهو هو بعينه وإنما تغير الحكم بالنسبة وأما أدب الأحوال كحال السفر في الطاعة، وحال السفر في المعصية فيختلف الحكم بالحال وأما الأدب في الأعداد فهو أن لا ايزييد في أفعال الطهارة على أعضاء الوضوء ولا ينقص وكذا القول في أعداد الصلوات والزكوات ونحوها وكذلك لا يزيد في الغسل عن صاع والوضوء اعن مد وأما أدبه في المؤثر فهو أن يضيف القتل أو الغضب مثلا إلى فاعله وويقيم عليه الحدود وأما أدبه في المؤثر فيه كالمقتول قودا فينظر هل قتل بصفة ما قتل به أو بأمر آخر وكالمغصوب إذا وجد بغير يد الذي باشر الغصب فهذه أقسام آداب الشريعة كلها ووقال في الباب الثالث ومائتين : من راض نفسه ترقى لمقام رضا الل ه اعالى عنه، وذلك لأن الرياضة تذليل للنفس شيئا بعد شيء حتى يلتحق بدرجة العبيد الخلص لله تعالى ولذلك سميت الأرض ذلولا يطؤها الب والفاجر، ولا تمييز عندها في ذلك بل تحمل البار حبأ لما هو عليه من مراضي سيده وتحمل الفاجر حمل الله تعالى إياه بكونه يرزقه على كفره به ووجحده إياها ونسيان شكر رب النعمة ونحو ذلك قلت: فعلم أنه كلما اتسعت دائرة العبد في المعارف كلما طولب احمل الأذى من جميع العالم على اختلاف طبقاتهم وأنه كلما علت درجة العبد كلما كثر عصيان أتباعه له لكثرة تخلقه بالحلم والرحمة، وكانوا قبل ذلك سامعين مطيعين له لضيقه ولو أنهم عصوه أيام ضيق حاله لنفر ولم يصبر اتفسخ عزمه عن تربيتهم هذا مع أن أسباب المخالفات في زيادات لا تنفك احتى تقوم الساعة وكلما كثرت اتسعت دائرة الحلم، والعارف متخلق بأخلاق الحق في ذلك، ويؤيد هذا الذي قررناه أن الحق تعالى حبس تسعة وتسعين اجزءأ من الرحمة عن أهل الدنيا ثم ينشر جميع أجزاء الرحمة في الآخرة فحن كل قليل نقرب من نشر هذه الأجزاء علينا وما قارب الشيء أعطي
Bog aan la aqoon