227

اقال: وأما الذين يأخذون كتبهم من وراء ظهورهم فهم الذين أوتوا الكتاب فنبذوه وراء ظهورهم فإذا كان يوم القيامة قيل للواحد منهم: خذ كتابك من اوراء ظهرك أي من الموضع الذي نبذته فيه في حياتك الدنيا فهو كتابهم المنزل إليهم لا كتاب الأعمال فإنه حين نبذه وراء ظهره ظن أن لن يحور أي: تيقن أن لن يرجع، وهذا هو الذي يقول الله عز وجل له يوم القيامة احين يعاتبه ويقرره: أظننت أنك ملاقي الحديث ثم جيء بالحوض يتدفق ماؤ اعليه من الأواني على عدد الشاربين منه لا تزيد ولا تنقص يرمى فيه أنبوبان أنبوب ذهب وأنبوب فضة وهو لزيق بالسور، ومن السور ينبعث الأنبوبان فيشرب منه المؤمنون، واعلم أن الحوض والصراط يتلونان لشاكلة العلم اوالعمل وهما حقيقتا الشريعة وعلومها فالحوض علومها والصراط أفعالها فعلى مقدار الإحاطة بعلم الشريعة يكون الشرب من الحوض، وعلى مقدار اتباع الشريعة يكون المشي والاستقامة على الصراط فكل من ضيق على نفسه ابالورع عن كل ما كرهه الله اتسع عليه الصراط وكل من ترك الورع هنا ضاق اعليه الصراط هناك بقدر ما فر، فالصراط حقيقة إنما هو هنا لا هناك لأنه لا امشي العبد هناك إلا على الصراط الذي أنشأه بأعماله في دار الدنيا من الأعمال الصالحة أو غيرها فهو في دار الدنيا باطن لا يشهد له صورة حسية امد للعبد يوم القيامة جسرا ممدودا على جسر جهنم محسوسا أوله في الموقف وآخره على باب الجنة كما مر يعرف كل عبد إذا شاهده أنه بناؤ بجوارحته وصنعته بيله اقال: ولا يمشي كل إنسان على الصراط إلا في نور نفسه فقط لأن الصراط لا نور له في نفسه ولا يمشي أحد عليه في نور أحد نسأل الل ه اللطف، ثم يؤتى بمنابر من نور مختلفة في الإضاءة واللون فتنصب في تلك الأرض ويؤتى بالأنبياء يقومون فيقعون عليها قد غشيتهم الأنوار لا يعرفهم أحد في رحمة إلى الأبد عليهم من الخلع الإلهية ما تقر به أعينهم ويأتي كل إنسان معه قرينه من الشياطين والملائكة وتنشر الألوية ذلك اليوم للسعداء اوالأشقياء بأيدي أئمتهم الذين كانوا يدعونهم إلى الحق أو الباطل وتجتمع كل أمة إلى رسولها من أمن منهم ومن كفر، وتحشر الأفراد والأنبياء بمعزل من

Bog aan la aqoon