215

اله تعالى حد لهم حدودا معينة حرم الله عليهم تعديها فعلمهم بذلك عمل بالعلم ضرورة وما هم عالمون بمؤاخذة الله تعالى من عصاه على التعيين فما عصى إلا من ليس بعالم بالمؤاخذة فعلم أنه ما خالف عالم علمه قط بل هو تحت تسخير علمه فتأمل فإنه دقيق.

ووقال: الأمر الإلهي لا يخالف الإرادة الإلهية أبدا لأنها داخلة في احده وحقيقته وإنما جاء الالتباس في تسميتهم صيغة الأمر أمرا وليست بأمر المن تأمل، فإن الصيغة مرادة بلا شك وهذه الصيغ هي التي وردت على ألسنة المبلغين وعصيت فما عصى أحد قط أمر الله إلا بهذا الاعتبار. قال: ابهذا علمنا أن النهي لآدم عن قرب الشجرة إنما كان بصيغة لغة الملك الذي أوحى إليه به فما وقع لعصيان إلا لصيغة المترجم عن أمر الله بلغة نفسه لا الحقيقة أمر الله فتأمل ذلك فإنه دقيق.

ووقال: أخسر الأخسرين شاهد يشهد على نفسه كما أن أسعد السعداء امن شهد لنفسه فهو في الطرفين مقدم على مرتبة من شهد عليه غيره وشهدوا على أنفسهم أنهم كانوا كافرين فأشقوا نفوسهم بشهادتهم ولو أنهم علموا الأمر على ما هو عليه لذبوا عن نفوسهم وشهدوا عليها بالفعل لا بالحكم الذي هو المعصية فإن الجوارح لا تعرف إذا شهدت إلا الفعل خاصة وأما الحكم فلا، فلو شهدوا بالفعل فقط لكان أقل فضيحة وأستر ممن شهد على افسه بصريح المخالفة والكفر فافهم اوقال في حديث "إن أصحاب الجنة محبوسون" : إنما حبسوا عن الجنة الخروجهم بالمال عن أصلهم الذي هو الفقر مع أن العبد كلما أنفق أخلف الله عليه أضعاف ما أنفق فزاده حجابا ولو أنهم وقفوا مع صفة فقرهم ولم يطلبوا الغذاء بمضاعفة الحق لهم ما أنفقوه ما كان الحق تعالى يعطيهم إلا ما ف يه قوامهم لا غير.

وقال: لما انتقل العلم من الكون إليه بظاهر قوله: { حتى نعلر [محمد: 31] سكت العارف على ما قيل وما تكلم وتأول عالم النظر هذا القول حذرا اما يتوهم ومرض قلب المتشكك وتألم وسربه العالم بالله ولكنه تكتم فقال

Bog aan la aqoon