كافرين فما أخذوا إلا بما أقروا به وإلا فلو أنهم بقوا على صورة النفاق من اعير زيادة لسعدوا ألا ترى أن الله تعالى لما أخبر عن نفسه في مؤاخذته إياهم كيف قال: 4 الله يستهزئ بهم) [البقرة: 15] . فما أخذهم بقولهم إنا معكم اوإنما أخذهم بما زادوا به على النفاق من قولهم: إنما نحن مستهزئون كما ار، وفي الحديث : لمداراة الناس صدقة" والمؤمن يداري الطرفين مداراة احقيقة ولا يزيد على المداراة شيئا من الاستهزاء فيجني ثمرته، قال: فتفطن الذلك فإنه سر غامض في القرآن ووضوحه إخفاء وانظر إلى صورة كل منافق اتجده ما أخذ إلا بما زاد على النفاق. قال : فالمؤمن المداري منافق لكنه ناج ووفاعل خير لأنه إذا انفرد مع أحد الفريقين أظهر الاتحاد به ولم يتعرض إلى اذكر الفريق الآخر الذي ليس بحاضر عنده فإذا انقلب إلى الآخر كان معه بهذه المثابة والباطن في الحالتين مع الله عز وجل، وقد قال تعالى لموسى وهارون: فقولا لمر قولا لينا) [طه: 44] وذلك عين المداراة فإنه يتخيل في ذلك المقام أنك معه.
اقال الشيخ رحمه الله : ولما صح لي هذا المقام واتحدت بالملوك ووالسلاطين ما قضيت لأحد من الناس حاجة إلا من طريق المداراة ولذلك ما ادوا لي شفاعة في أحد قط وذلك أني كنت أبسط للملك بساطا أستدرجه فيه احتى يكون هو السائل في قضاء تلك الحاجة فيقضيها على الفور بطيب نفس الما يرى له فيها من المصلحة. قال: ولقد كلمت السلطان الملك الظاهر بأمر الله بيبرس أبا الفتوحات صاحب حلب في حوائج كثيرة للناس فقضى لي في اليوم واحد مائة حاجة وثمان عشرة حاجة ولو كان معي ذلك اليوم أكثر من اذلك لقضاه لي. قال: ومن علم أن الحق تعالى مع الجبابرة لزم أدب الخطاب معهم وهذا عزيز جدا. وأطال في ذلك.
ووقال في الباب السادس والسبعين وثلاثمائة: وجه من قال: إنه ليس الحاكم أن يحكم بعلمه بل بالبينة كون الحق تعالى مع علمه بما فعل عبيد الا يؤاخذهم يوم القيامة إلا بعد إقامة البينة عليهم وذلك أخلص للحكام في الدنيا والآخرة وأبعد عن التهمة، ومن هنا يعلم أن الحق تعالى لا يؤاخذ اعباده إلا على صورة ما شرعه لهم في الدنيا ولهذا يقول النبي عن أمر
Bog aan la aqoon